أعلن كل من البيت الأبيض والكرملين، إجراء الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا اليوم السبت.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الجانب الأمريكي طلب الاتصال بالرئيس بوتين، مشيرا إلى أنه كان هناك طلب خطي من الجانب الأمريكي بهذا الصدد.
وكان الكرملين اقترح أن يكون الاتصال بعد غد الإثنين، إلا أن البيت الأبيض طلب تقديمه إلى اليوم السبت.
ومن المتوقع أن يثمر الاتصال عن تهدئة التوتر الحاصل على الحدود الروسية-الأوكرانية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، مساء أمس الجمعة، إن تصريحات البيت الأبيض بشأن الوضع حول أوكرانيا هستيرية، مضيفة أن روسيا تتعرض لهجوم إعلامي يستهدف مطالبها بالضمانات الأمنية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا، تهديد روسيا بالقيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا، مؤكدا دعم بلاده القوي لكييف.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، في بيانها أن بلينكن تحدث عبر الهاتف مع كوليبا، وأكد الدعم الأمريكي القوي لأوكرانيا في مواجهة التهديد المتزايد لعدوان روسي محتمل.
وأكد بلينكن أنه في حال قيام روسيا بأي هجوم ضد أوكرانيا، فإن موسكو ستدفع ثمنًا سريعًا وباهظًا.
بينما أكد مسؤولون روس، أن موسكو لا تنوي القيام بأي خطوة عسكرية تجاه أوكرانيا، حيث قال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن الولايات المتحدة هي التي قد تجتاح أوكرانيا.
واتهم بويانسكي الولايات المتحدة بقيادة “حملة ذعر” حول الغزو الروسي المزعوم، مضيفا أن بعض العقلانيين كانوا يأملون في أن الهستيريا التي أججتها الولايات المتحدة بدأت بالتراجع. وربما ساء حظهم لأن مثيري الذعر استأنفوا نشاطهم بطاقة جديدة.
وتابع: “قواتنا لا تزال على أراضينا، وسيكون ممتعا إذا اجتاحت الولايات المتحدة أوكرانيا،لأن أحدا سيضطر لفعل ذلك بعد حملة الذعر هذه”.
وبنفس السياق، بناءً على توجيه من الرئيس جو بايدن، أصدر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الجمعة، تعليمات لإرسال ثلاثة آلاف جندي إضافيين إلى بولندا على خلفية تصاعد التوتر الروسي الأوكراني.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع، أن الجنود سينتقلون إلى المنطقة في الأيام القادمة، وأن 1700 جندي من نفس الفرقة سبق أن جرى نقلهم إلى بولندا.
وذكر أن الفرقة خاضعة لقيادة اللواء كريستوفر دوناهو، الذي قاد عملية الانسحاب من أفغانستان في آب/ أغسطس 2021.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، صرح أمس الجمعة، لنظرائه في بولندا وألمانيا وكندا وفرنسا ورومانيا وإيطاليا، بأن الغزو الروسي “قد يبدأ في أي وقت”.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، إن “أوستن استعرض مع الوزراء الخطوات الأمريكية لطمأنة حلفاء الناتو، وأكد على الالتزام الثابت بالدفاع الجماعي”.
وجاءت تصريحات أوستن بعد تصريحات لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قال فيها إن ثمة احتمالا كبيرا بأن تُقْدم روسيا على غزو أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية المقامة في الصين، والتي تختتم في الـ20 من الشهر الجاري.
وأضاف أن هجوما روسيا على أوكرانيا قد يحدث في أي يوم من الآن، وسيبدأ على الأرجح بهجوم جوي، وتحدث عن احتمالات كبيرة بأن يشمل الاجتياح الروسي مدنا كبرى في أوكرانيا، بما فيها العاصمة كييف.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت موسكو إن المناقشات التي جمعت روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا في برلين (الخميس) سعيا لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية، لم تؤد إلى “أي نتيجة”.
وبدأت عدة دول حول العالم بإجراءات إجلاء رعاياها من أوكرانيا، تحسبا للحرب المرتقبة.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وأستراليا ونيوزيلندا والأردن وكندا والكيان الصهيوني، ودول أخرى، عن بدء إجراءات إجلاء الرعايا أو حثهم على المغادرة.
وفسرت الدول في بيانات منفصلة هذا الإجراء بالتوتر الحاصل في أوكرانيا، ما قد يعرض رعاياها للخطر.