شدوى الصلاح
قال المعارض الإماراتي عبدالله الطويل، إن أهم دوافع النظام الإماراتي من التقارب مع تركيا واستضافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي 14 فبراير/شباط 2022، هو إيمانها بأن الاقتصاد مدخل مهم للهيمنة الإقليمية خاصة في ظل الأزمة العالمية.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن النظام الإماراتي يرى في تركيا وسيطاً هاماً للقوى الإسلامية ومدخل هام لإعادة بناء تحالفاتها بعد الانسحاب الأميركي من المنطقة وتعويض غيابها في مواجهة إيران، مشيرا إلى أن أبو ظبي تهدف أيضا لتوسيع رقعة التطبيع التركي الصهيوني.
وذّكر الطويل، بمساعي القيادة الإماراتية إلى سياسة تصفير المشاكل التي انتهجتها مؤخراً، موضحا أن تقاربها مع تركيا يأتي ضمن سياستها في هذا المسار، وتهدف به إلى حماية النفوذ وتنامي الاقتصاد مع تأجيل تام للخلافات السياسية التي هي أصل المشكلة بين الدولتين.
وأشار إلى أن جذور الصراع بين الدولتين يعود لثورات الربيع العربي 2011 حينما رأت الإمارات فيه تهديداً للأمن الداخلي والإقليمي واتجهت لإسقاط حكم الإخوان في مصر، بينما رأت فيه تركيا فرصة لتحقيق طموحاتها في التواجد داخل الشرق الأوسط.
ولفت الطويل، إلى أن هذه الخلافات أدت في النهاية لتفاقم الأزمة بين البلدين وصولاً لمحاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس أردوغان.
وأوضح أن دوافع تركيا من السير في ركب التقارب مع الإمارات اليوم تكمن في كسر عزلتها واستعادة نفوذها الإقليمي الذي فقدته بأزمتها مع التحالف الخليجي المضاد للثورات، ولتخفيف الضغوط الأميركية عليها، وحل أزمتها الاقتصادية التي زادت بارتفاع التضخم وهبوط الليرة.
وحذر قائلا: “بالتالي نحن نتحدث عن مصلحة مشتركة قوامها الاقتصاد دون النظر لأي خلاف سياسي وهذا ينذر بخطر أن ينتهي شهر العسل سريعاً إذا ما استجدت تطورات أمنية أو إقليمية تفسد هذا المسار الاقتصادي خاصة في ظل تناقض الرؤى الاستراتيجية للدولتين”.
وعن أوضاع المعتقلين في الإمارات على خلفية رفضهم مقاطعة تركيا ودعمهم لسياستها، قال الطويل، إنهم يدفعون ثمن ثباتهم على موقفهم القائم على نبذ الخلافات والنظر إلى الأوطان وشعوبها ومنحهم الحريات التي يحتاجوها لمواجه الأعداء.
وأشار إلى أن المعتقلين موقفهم ثابت لم ولن يتغير، وهم مع أي تقارب مع الدول العربية والإسلامية لأنهم ليسوا دعاة فتن أو حروب، ودائماً ما كانوا يطالبون باللحمة العربية والخليجية.
وذّكر الطويل، بأن معظم المعتقلين في الإمارات اعتقلوا بتهم التقرب من قطر وتركيا، مستنكرا أنهم ما زالوا معتقلين رغم إنهاء الخلافات بين الدولتين، في تأكيد على ممارسة النظام الإماراتي لسياسة التخوين بما يتناسب مع أهوائه ومصالحه بعيداً عن حقوق المواطنين.