شدوى الصلاح
قال المحلل الاستراتيجي الباكستاني المتخصص في شؤون آسيا والشرق الأوسط حذيفة فريد، إن الاعتماد على الإمارات في القضايا التي تهم الأمة والمسلمين في الهند وباكستان وكشمير والقضايا الإقليمية يعتبر اعتمادا على سراب “فالمستجير بالإمارات كالمستجير بعمر عند كربته”، مؤكدا أنها لا يعول عليها في مثل هذه المواقف البتة.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن موقف الإمارات تجاه قضايا منطقة جنوب آسيا مخزية وغير مشرفة، ففي 5 أغسطس/آب 2019 كان للسفير الإماراتي في الهند تصريح ينص على أن ما قامت به الهند من إلغاء المادة 78 من الدستور الهندي التي تنص على منح كشمير حقها في الحكم الذاتي يعد شأن داخلي هندي يرسي الأمن.
وتابع فريد: “الآن تسيير الإمارات رحلات من كشمير المحتلة إلى الشارقة ودبي وأبو ظبي في مقدمة للتطبيع والاعتراف باحتلال الهند لكشمير”، مشيرا إلى ان هذه ليست المرة الأولى التي تقوم الإمارات بذلك، بل إنها كرمت ناريندرا مودي في 24 أغسطس/آب 2019، ومنحته أعلى وسام مدني في الدولة”.
وعن إصدار منظمة التعاون الإسلامي التي تُعد الإمارات أحد أعضائها بياناً يدين الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمين في الهند، أوضح فريد، أنه لا يلزم الأطراف كافة بأمر معين وبإمكان الدول أن تتخذ قرارتها منفردة ولا يمثلها هذا البيان، مؤكدا أن ما يجري للمسلمين والأقليات في الهند يقابل بصمت إماراتي على كافة الأصعدة سواء في وسائل التواصل أو التصريحات الرسمية.
وأوضح أن التجارة هي ما تهم الإمارات في علاقاتها مع الكيان الصهيوني أكثر من أي أمر آخر، وكذلك الوضع مع الإمارات فهي تنظر للعلاقة نظرة اقتصادية، قائلا: “نتكلم هنا عن ميناء جوادر الباكستاني فإن عمل بكافة طاقته الاستيعابية سيشكل خطر كبيرا سواء على موانئ إيران أو الهند والإمارات”.
وأضاف فريد: “ستصبح أبو ظبي ودبي مدن تسكنها الأشباح لأن باكستان تعتبر حجر الأساس في مشروع الحزام والطريق وخط الحرير الصيني، ويمثل ميناء جوادر الباكتساني بعبع لهذه الدول ويمثل خطرا اقتصاديا كبيرا”، مؤكدا أن التعاون الإماراتي الهندي بصفة أساسية خوف من ميناء جوادر.
وأشار إلى أن مواقف الإمارات السابقة والحالية تثبت أنها متقلبة في اتخاذ قراراتها، مشيرا إلى أن العلاقات الهندية الإماراتية قديمة وكذلك الهندية الإسرائيلية قائمة منذ نشأة الكيان المحتل خاصة أن كلا الدولتين لديهم أفكار ورؤى متشابهة، ويعتبر التعاون العسكري الإسرائيلي الهندي على أعلى المستويات.
وأوضح فريد، أن الهند تعتبر الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وتعّد من أكثر المستوردين للأسلحة من إسرائيل إضافة إلى شرائها البرامج التكنولوجية، مستنكرا الحديث عن تحالف إسرائيلي هندي إماراتي لمواجهة التمدد التركي في المنطقة وسط غفلة إماراتية تجاه العقيدة الهندية.
ولفت إلى أن الهند لديها في عقيدتها مبدأ ينص على أنه “عانق عدوك بابتسامة ثم اطعنه في ظهره”، محذرا من أن ما يجري اليوم من تعاون هندي إماراتي إسرائيلي سيلقي بظلاله على المنطقة وستكون له تبعات خطيرة على المنطقة سواء في جنوب أسيا أو الشرق الأوسط والدول العربية، وأن الائتمان والشراكة العربية مع الهند سيضرها في قادم الأيام.
وأكد فريد، أن ما يقال بشأن إقامة تحالف أميركي هندي إسرائيلي إماراتي لمواجهة إيران، عاري من الصحة، لأنه إذا كانت هناك إرادة حقيقية لمعاقبة طهران فالإمارات هي أول من يمكن لها فعل ذلك لأنها المتنفس الإستراتيجي والتجاري لإيران، مشيرا إلى أن العلاقات الهندية الإيرانية أكثر من ممتازة وقوية جدا، وتعد الهند المستثمر الرئيسي في ميناء تشابهار الإيراني.
ولفت إلى أن باكستان عندما أغلقت أجواءها أمام الطيران الهندي بمختلف أشكاله، استغلت الهند الأجواء الإيرانية في الذهاب إلى أفغانستان ودول أخرى، والآن أفغانستان ليس لها إلا الجانب الإيراني لدخول الهند، ولذلك فعلاقتهما أيضا ممتازة وهذا يغيب عن ذهن كثير من صناع القرار والناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.