أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيعقد اليوم الأحد اجتماعا لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع في أوكرانيا.
وأشار في بيانه إلى أنه اطّلع على فحوى محادثات نائبته هاريس مع حلفاء الولايات المتحدة في مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال البيت الأبيض، إن فريق الأمن القومي الأميركي جدد التأكيد أن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا “في أي وقت”، وأضاف أن الرئيس جو بايدن يواصل متابعة تطورات الوضع في أوكرانيا ويتلقى بانتظام إحاطات من قبل فريقه للأمن القومي.
وكانت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، قالت إن واشنطن ستعيد تقييم الأزمة في أوكرانيا وفقا لتطورات الأحداث في الأيام القادمة.
وخلال مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن اليوم قالت هاريس إن هناك اعتقادا بأن بوتين أمر ببدء هجوم واسع على أوكرانيا.
وأضافت أنه لا يمكن لأي دولة أن تصبح عضوا في الناتو بين ليلة وأخرى، مؤكدة في الوقت ذاته على حق الدول في اتخاذ قرار الانضمام للحلف أم لا.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال كلمة أمام مؤتمر ميونخ، إن روسيا تحاول إعادة تعريف منظومة الأمن الأوروبية، داعيا إلى ضرورة التصدي للسياسة الروسية والصينية الرامية لاستعادة أمجاد الماضي، وفق تعبيره.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طالب حلف شمال الأطلسي (الناتو) بحسم موقفه بشأن ضم بلاده إلى الحلف، وقال إن الغرب سيحمي أمنه بدعم أوكرانيا عسكريا.
وأضاف زيلينسكي -في كلمة له أمام مؤتمر ميونخ للأمن أمس السبت- أن الاتهامات بوقوع هجمات بقذائف أوكرانية على مناطق روسية سخيفة ولا أساس لها، كما أبدى استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتنتظر كييف مع ختام مؤتمر ميونخ -أكبر حدث على مستوى العالم يتعلق بالسياسة الأمنية- موقفا مشتركا قويا حيال التهديد الروسي المستمر لغزو البلاد، عقب كلمة الرئيس الأوكراني واللقاءات التي أجراها على هامش المؤتمر ومطالبته باتخاذ مواقف حاسمة لدعم بلاده.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة صحفية أنه مقتنع بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قراره بالمضي قدما في غزو أوكرانيا.
وأضاف أنه “إلى أن يحدث ذلك، فالجانب الأميركي لن يدّخر جهدا في المساعي الدبلوماسية ومحاولة التأثير في تفكير بوتين”، وفق تعبيره.
وأشار بلينكن إلى أن جهود واشنطن الدبلوماسية منسقة بالكامل، وكذلك الخطوات لمواجهة ما سماه بالعدوان الروسي. ولفت إلى أنه يتطلع إلى لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في الـ24 من فبراير/شباط الجاري إذا لم تقم روسيا بغزو أوكرانيا خلال هذا الوقت.
وقال بلينكن إن الحرب ستكون لها عواقب وخيمة ومدمرة على الأوكرانيين الأبرياء وعلى روسيا أيضا.
كما أعلن وزير الخارجية الأميركي توافق مجموعة الدول السبع بشأن حجم ومدى العواقب التي ستُفرض على روسيا إذا غزت أوكرانيا.
وأضاف بلينكن أن واشنطن تقف إلى جانب كييف ضد ما وصفه بالخطاب العدائي لروسيا والحشد العسكري غير المبرر على حدود أوكرانيا.
فيما حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن روسيا تخطط لأكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945.
وأضاف جونسون، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن المعلومات الاستخباراتية تظهر أن روسيا تعتزم شن غزو سيطوق العاصمة الأوكرانية كييف، وأن الخطة لتنفيذ ذلك قد بدأت بالفعل في بعض النواحي.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن لندن وواشنطن ستمنعان شركات روسيا من التعامل بالدولار وبالجنيه الإسترليني إذا غزت موسكو أوكرانيا، مشيرا إلى أن تأثيرات هذه الخطوة “ستضرب بشدة”.
وأشار إلى أن العقوبات على روسيا في حال غزوها لأوكرانيا ستذهب إلى أبعد مما هو مقترح سابقا، قائلا إن بوتين قد لا يكون يفكر بشكل منطقي، داعيا إياه للتراجع.
وميدانيا، اتهم الجيش الأوكراني اليوم الأحد الانفصاليين بخرق وقف إطلاق النار في إقليم دونباس (شرقي البلاد) 136 مرة، مؤكدا تواصل مناوراته على كامل أراضي البلاد، كما أعلن الجيش إغلاق معبر ششاستيا الحدودي في دونباس بعد تعرضه للقصف.
من جهتهم، أعلن الانفصاليون في دونيتسك إحباط عملية قالوا إنها كانت تهدف إلى تخريب محطات الكهرباء والمياه والغاز، كما اتهموا القوات الأوكرانية بقصف مناطق سكنية في المدينة 8 مرات اليوم.
وفي سياق متصل، أعلن انفصاليون في دونباس، اليوم الأحد، مقتل مدنيين اثنين في حادث قصف وقع بقرية في منطقة الصراع بشرق أوكرانيا.
وقد أعلن زعماء الانفصاليين أمس السبت تعبئة عسكرية عامة، وأصدروا أوامر بإجلاء النساء والأطفال إلى روسيا بسبب ما قالوا إنه احتمال وقوع هجوم وشيك ضدهم من جانب القوات الأوكرانية.
وأشار الانفصاليون إنهم اطّلعوا على خطة الجيش الأوكراني لاستعادة مناطق سيطرتهم خلال يومين.
ونفت كييف نفيا قاطعا هذا الاتهام، وقالت -ومعها زعماء غربيون- إن الحشد والإجلاء وتصعيد القصف على خط وقف إطلاق النار في الأيام الماضية جزء من خطة روسيا لخلق ذريعة لغزو أوكرانيا.
وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع لدى اجتماعهم أمس السبت، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، إنهم لا يرون أي دليل على أن روسيا تقلص نشاطها العسكري بالقرب من حدود أوكرانيا.
وبسياق آخر أعلن وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين أن بلاده وروسيا قررتا تمديد مناوراتهما العسكرية واسعة النطاق، ما يعني أن القوات الروسية لن تنسحب من البلاد كما جرى الإعلان في السابق.
وكان من المقرر أن تنتهي المناورات اليوم الأحد. وتزيد خطوة التمديد من الضغوط على أوكرانيا، التي يحذر الغرب من أنها قد تتعرض لغزو وشيك من جانب روسيا.
وقال خرينين إنه تم اتخاذ قرار التمديد بسبب التوترات المتصاعدة في منطقة دونباس، فضلا عن تزايد النشاط العسكري بالقرب من الحدود الخارجية لروسيا وبيلاروسيا.
وكانت كل من موسكو ومينسك قد أعلنتا أن القوات الروسية المشاركة في المناورات المشتركة ستنسحب عقب انتهائها مباشرة، وهو أمر كان يترقبه الغرب الذي شكك في إعلان روسيا قبل أيام سحب بعض قواتها التي تقوم بتدريبات عسكرية.
ويأتي هذا في وقت تتواصل المناورات الإستراتيجية الروسية التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين لليوم الثاني، وتشمل هذه المناورات صواريخ باليستية ومحاكاة هجوم نووي، وتدريبات عسكرية واسعة مع بيلاروسيا.
وفي ظل المناورات والتصعيد الميداني في شرق أوكرانيا، تتواصل عمليات إجلاء المدنيين من مناطق سيطرة الانفصاليين في إقليم دونباس باتجاه الأراضي الروسية، وفق بيانات صادرة عن موسكو.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية اليوم الأحد وصول أكثر من 40 ألف لاجئ من إقليم دونباس إلى الأراضي الروسية منذ بدء عمليات الإجلاء.
وبدأت عمليات الإجلاء من دونباس قبل يومين، وتشمل النساء والأطفال وكبار السن حيث حظرت سلطات دونتيسك ولوغانسك خروج أو سفر الرجال بين سن 18 و55.
وكانت موسكو أوعزت لسلطات مقاطعة روستوف الروسية باستقبال اللاجئين من إقليم دونباس وتقديم الدعم اللازم لهم.