أثار إعلان السلطات الهندية، مقتل شاب مسلم جراء التعذيب في أحد أقسام الشرطة، حالة غضب واسعة، بالتزامن مع مطالبة راهب هندوسي بتطهير الهند من المسلمين.
وأفادت منصة “مكتوب ميديا” المحلية، بأن شرطة العاصمة نيودلهي قبضت على زيشان مالك (19 عاما)، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتهمة سرقة علبة سجائر، وألقت به في السجن.
وأكدت المنصة، أن الشرطة لم تبلغ أسرة مالك، بالإجراءات القانونية التي سيخضع لها طبقا لما تنص عليه القوانين.
وقالت إن “أسرة مالك تلقت مكالمة هاتفية من ضابط شرطة يخبرهم بأن ابنهم مريض وتم نقله إلى المستشفى ويطلب رؤيتهم، ولكن عند وصولهم اكتشفوا أنه توفي بسبب مرضه في السجن”.
فيما تداول ناشطون، صورا تظهر آثار التعذيب على جسد الشاب، فضلا عن إصابته بكسور في الضلوع والقدم، لتكذب أسرته رواية أجهزة الأمن وتتهم الشرطة بتعذيب ابنهم حتى وافته المنية.
وكان الراهب الهندوسي ياتي نارسينغاناند، تعهد سابقا ببناء دولة هندية بلا مساجد ولا مسلمين، وألقي القبض عليه بسبب دعواته بتطهير الهند من المسلمين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم أعاد الحديث عن الكراهية تجاه المسلمين عقب إطلاق سراحه قبل أيام.
ومنذ صعود حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي الحاكم، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي عام 2014، انحازت الحكومة تجاه الهندوس، ما عزز الانقسامات الطائفية في بلد يشهد مئات الأديان.
وتشكل الأقلية المسلمة في الهند نحو 15 % من السكان بما يعادل 200 مليون نسمة، تعاني من العنصرية والتمييز ودعوات التطهير العرقي، في حين لم تتخذ الحكومة أي إجراء حاسم حيال الأمر.
وفي السياق، صدر الشهر الماضي في ولاية كارناتاكا جنوبي الهند، مرسوم يمنع طالبات المدارس الثانوية الحكومية من ارتداء الحجاب، والذي اعتمدته مؤسسات تعليمية أخرى في الولاية، وعلى إثر ذلك خرجت الفتيات المحجبات في احتجاجات واسعة قمعتها الشرطة.
وتصاعد القلق مع ظهور اسم الراهب البوذي المعروف بكرهه للمسلمين يوغي أديتياناث، وهو قائد حزب “بهاراتيا جاناتا” في ولاية أوتار براديش، والذي أصبح من أبرز المرشحين لخلافة رئيس الوزراء الحالي.