من المقرر أن يعقد حزب التجمع الوطني السعودي المعارض مساء الخميس، مؤتمرًا صحفيًا حول المبادرة التي أعلنتها المملكة لإنهاء الحرب التي تخوضها في اليمن منذ أكثر من 5 سنوات، والتي أعلن الحوثي رفضه لها.
وأفادت مصادر خاصة لموقع “الرأي الآخر” بأن المؤتمر سيعقد الساعة الرابعة والنصف بتوقيت لندن، وسيطلع أبناء شعبنا السعودي على الأسباب الحقيقة التي دفعت المملكة للمبادرة، عقب ما تسببته الحرب من خسائر فادحة.
وكان الحزب دعا أول أمس، إلى إيقاف حرب اليمن بشكل عاجل، والشروع فوراً في إغاثة المتضررين، وإعادة بناء ما تضرر من الحرب، ودفع جميع الأطراف لطاولة الحوار، ومساعدة اليمنيين في إخراج كل القوى الخارجية من بلادهم.
وحث في بيان له وصل موقع “الرأي الآخر”، على مساعدة اليمنيين في التوجه للحلول الدبلوماسية، وإعادة المفاوضات اليمنية اليمنية، ودعمهم ومساعدتهم للاتجاه للحلول الدبلوماسية المرسخة للديمقراطية والحقوق.
يذكر أن المبادرة تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشان الحديدة.
كما تشمل المبادرة السعودية فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية.
وبموجب المبادرة، تبدأ المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
رغم ذلك، عزا مجموعة من الكتاب اتجاه المملكة لإطلاق المبادرة، إلى فقدان الدعم الأمريكي الذي كانت تقدمه الإدارة الأمريكية في عهد دونالد ترمب للمملكة.
وقال المعارض السعودي الدكتور سعد الفقيه، إن ولي العهد محمد بن سلمان، أطلق المبادرة السعودية لوقف الحرب في اليمن، بسبب “الإنذار الأخير الذي وجهه له الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن هذه الحرب يجب أن تقف”.
ولفت إلى أن “بن سلمان” تسبب بخسارة ما لا يقل عن تريليون ريال على الحرب بناء على تقديرات مراكز الدراسات العسكرية (٢٠٠ مليون دولار يوميا) وقد تصل التكلفة إلى تريليون ونصف، متسائلاً: “ماذا كان مصير اليمن لو انفق هذا المال بتدبير العاقل الحصيف؟”.
من جهتها، قالت الأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد إن إعلان السعودية عن مبادرتها جاءت “بسبب ضعف موقفها بعد انهيار التحالف العربي الذي دعم حملتها، وتلاشي الموافقة الدولية على هذه الحرب”.
وأوضحت في مقالة لها على صحيفة “ميدل إيست آي”، أنه مع وجود الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، فقدت السعودية الغطاء الدولي، لأن إنهاء الحرب في اليمن والتفاوض مع إيران المؤيدة للحوثيين على برنامجها النووي أحد ركائز سياستها.
وإثر إعلان السعودية المفاجئ، انتقد مغردون عبر موقع “تويتر” إعلان مبادرة لوقف الحرب الكارثية في اليمن، في ظل عدم تحقيق أي من أهدافها خلال ست سنوات.
وقال المغردون إن السعودية والإمارات أعلنتا في بداية عاصفة الحزم في 22 مارس/ آذار 2015 عن أن هدفها تقليم أضافر إيران، ودعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن ذلك لم يتحقق حتى اليوم.
وأشار المغردون إلى الحالة الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمن بعد ست سنوات من الحرب السعودية الإماراتية، في وقت تقول الأمم المتحدة إنها تسبب بأكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث.
وقتلت الحرب في اليمن نحو 120 ألف شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما يحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية.