شدوى الصلاح
قال المعارض الإماراتي عبدالله الطويل، إن صمت السلطات الإماراتية على تسيير أول رحلة بين طهران ومطار الإمام علي الإيراني الجديد الذي أقيم في جزيرة طنب الكبرى المتنازع عليها مع الإمارات، يُعد تفريط بحق الشعب الإماراتي بجزره المحتلة، مشيرا إلى أن القيادة الإماراتية لها أهداف أخرى وآخر ما تفكر فيه هو الحق الشعبي.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن حماية النفوذ وتنامي الاقتصاد أهم عند السلطة الإماراتية من الأرض والشعب، وهذا أمر ثابت في مواقف كثيرة لها في عدة ملفات، واصفا العلاقة الإماراتية الإيرانية بأنها “صداقة تحت التهديد”؛ فبالرغم من حجم الخلافات بين الدولتين في محطات عدة إلا أن الإمارات تحافظ دائماً في علاقتها مع إيران بشعرة معاوية.
وأشار الطويل، إلى أن هذا نابع من حرص الإمارات الشديد على ألا تكون مسرحاً للاستهداف الإيراني، خاصة وأن الجالية الإيرانية في الإمارات مهيمنة على مساحات ليست بالهينة من الاقتصاد الإماراتي، أو الحجم السكاني، مذّكرا بزيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، إلى إيران في ديسمبر/كانون الأول 2021، في مسعى فعلي لتصفير المشاكل.
وعّدها دليلاً على أن الإمارات غير مستعدة لأي تصعيد مع إيران، وهذا ما يفسر صمتها إزاء افتتاح إيران لمطار في جزيرة طنب الكبرى المحتلة، مؤكدا إيمان الإمارات بأهمية الاقتصاد في الهيمنة، إذ تعد ثاني أكبر شريك لإيران حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين طهران وأبوظبي 20 مليار دولار بنهاية 2021.
وأضاف الطويل، أن الإمارات تنتظر ما ستؤول إليه الأمور عقب المحادثات الجارية في فيينا بشأن الاتفاق النووي لتحدد طبيعة امتداد التقارب بينها وبين إيران، مشيرا إلى أن الإمارات تحاول بقدر الإمكان عدم الانجرار نحو ضربة عسكرية حال فشل اتفاق فيينا تكون فيها الخاسر الأكبر، وعليه فإنها تتعامل بحذر مع قضية الجزر وغيرها من الملفات.
وعن أسباب الصمت الشعبي عن افتتاح إيران لمطار على جزر إماراتية، قال إن الشعب منقسم إلى نصفين، الأول مقربين للحاكم والحكومة، تلوث جزء منه بالتغريب الذي مورس عليه فأصبح يرى الحاكم هو المنقذ وأن كلامه مقدس، والثاني جزء منه لا يستطيع التعبير عن رأيه خوفاً من الملاحقات الأمنية والسجون السرية، والآخر إما في السجون أو خارج الإمارات.
واختتم المعارض الإماراتي حديثه قائلا: “إذا نتكلم عن حالة ضياع شعبي مورست بحقه أمكر وسائل التغريب والتجهيل والانتقام والترهيب”.
يشار إلى أن إيران دشنت أمس الأحد 20 فبراير/شباط 2022، خط طيران محلي بين طهران وجزيرة طنب الكبرى الإماراتية التي تسيطر عليها إيران؛ وكشف رئيس منظمة الطيران المدني محمد محمدي، عن تسيير أول رحلة بين طهران والمطار الجديد الذي افتتحه إيران الأسبوع الماضي.
وجرى الافتتاح بحضور قائد القوة البحرية للحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسيري، ورئيس منظمة الطيران المدني محمد محمدي، وفق موقع قناة “العالم”؛ وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران أطلقت على المطار الجديد اسم “مطار الإمام علي”.
وتعد جزيرة طنب الكبرى إحدى 3 جزر (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى) تسيطر عليها إيران وتعتبرها الإمارات جزرا محتلة وتطالب بها، وهو ما تدعمه الجامعة العربية.