أعلن الجيش الأوكراني مقتل اثنين من جنوده وإصابة 18 آخرين خلال تبادل إطلاق النار بين الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس على طول خط الجبهة.
وأوضح في بيان، اليوم الثلاثاء، أن 41 بلدة أوكرانية تعرضت للقصف من قبل الانفصاليين، حيث قتل مدني في قرية نوفولوهانسكي إثر سقوط قذيفة على منزله.
وأكد الجيش أن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار 86 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية، مضيفا أن 64 خرقا استخدم فيه أسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك.
من جانبهم قال الانفصاليون في دونيتسك إن 3 مدنيين قتلوا في قصف للجيش الأوكراني استهدف سيارة على طريق “دونيتسك – غورلوفكا”.
كما أعلنوا عن مقتل عسكري وجرح اثنين آخرين في قصف للجيش الأوكراني على الإقليم، وأوضح الانفصاليون أن الجيش الأوكراني قصف مناطقهم 11 مرة خلال الليلة الماضية.
ويأتي تبادل اتهامات خرق وقف إطلاق النار في المنطقة المتنازع عليها بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، وهو ما رفضته كييف ولقي انتقادات غربية حادة وتلويح بالعقوبات.
كما قامت قوة عسكرية روسية الليلة الماضية بالدخول إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف موسكو بهما جمهوريتين منفصلتين عن أوكرانيا.
وأفاد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من وزارة الدفاع الاتفاق مع دونيتسك ولوغانسك على ما يسمح لروسيا بالدخول لضمان السلام فيهما، وذلك وفقا لمرسوم نشر في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء.
كما كشف الكرملين أن بوتين طلب أيضا من وزارة الخارجية بدء التشاور مع “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” لإقامة علاقات دبلوماسية.
في المقابل، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، أمرا تنفيذيا يحظر التجارة مع الإقليمين الأوكرانيين الانفصاليين اللذين اعترفت موسكو باستقلالهما الاثنين.
ويشمل الأمر التنفيذي حظر “الاستثمارات الجديدة” و”الاستيراد إلى الولايات المتحدة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لأي سلع أو خدمات أو تقنية من المناطق المشمولة”
وأعلن بايدن في تغريدة على “تويتر” أنه بصدد “التشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك أوكرانيا، بشأن الخطوات التالية”.
وأوضح أن الأمر التنفيذي سيخوّل أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص يتبين أنه يعمل في تلك المناطق من أوكرانيا، وقال إن هذه الإجراءات منفصلة عن تدابير اقتصادية سريعة نعدها بالتنسيق مع الحلفاء إذا حدث غزو روسي لأوكرانيا.
وأعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات جديدة على موسكو، الثلاثاء، في أعقاب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين شرق أوكرانيا وإرساله قوات إلى هناك لـ”حفظ السلام”.
فيما قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن إرسال بوتين قوات حفظ سلام إلى دونيتسك ولوغانسك اعتداء صريح على أوكرانيا، وانتهاك لوحدة أراضيها وسيادتها.
وقال بوريل إن على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع في أسرع وقت ممكن لمواجهة تداعيات التطورات الأخيرة في أوكرانيا.
وقد كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) أن جنودا روسيين دون شارات ورتب عسكرية وعشرات الآليات العسكرية على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية.
كما نقلت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية عن مسؤول أوروبي رفيع أن بوتين يريد كامل أوكرانيا، وقد يكون الاعتراف مجرد نقطة بداية لتصعيد أكبر.
كما قال موقع “أكسيوس” (Axios) إن اعتراف بوتين بدونيتسك ولوغانسك هو على الأرجح خطوة أولى لعملية عسكرية واسعة.
وتوالت ردود الفعل الغربية المنددة بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، فيما طالبت كييف بخطوات واضحة وفعالة من حلفائها الغربيين ضد التحركات الروسية.
فقد قال البيت الأبيض إنه توقع خطوة كهذه من روسيا، وإنه مستعد للرد عليها فورا، وإنه سيواصل التشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء -ومن بينهم أوكرانيا- بشأن الخطوات التالية وبخصوص التصعيد الروسي المستمر على حدود أوكرانيا.
كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني، وأوضح البنتاغون أن ميلي جدد التأكيد على دعم واشنطن الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
من جهته، ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باعتراف روسيا بالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.
وقال جونسون -خلال مؤتمر صحافي- إنّ اعتراف بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا، يعدّ “تنصّلا من اتفاقيات مينسك” التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.
بدورها، لفتت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إلى أن خطوة بوتين “تؤذن بنهاية عملية مينسك وتمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة”، وأضافت “لن نسمح بأن يمرّ انتهاك روسيا لالتزاماتها الدولية من دون عقاب”.
كما أكد الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدين قرار بوتين الاعتراف بالمناطق الانفصالية شرقي أوكرانيا، ويدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد اتهم روسيا بتدمير محادثات السلام واستبعد التنازل عن أي أراض، وذلك في خطاب إلى شعبه في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا ملتزمة بالسلام والدبلوماسية بعدما اعترفت روسيا رسميا باستقلال منطقتين انفصاليتين مساء أمس الاثنين.
وأضاف أنه ينتظر خطوات “واضحة وفعالة” من الحلفاء للتحرك ضد روسيا، ودعا إلى قمة طارئة لزعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
وفي ذات السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل -في بيان مشترك أمس الإثنين- إن اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين، سوف يؤدي إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي.
وأضافا “هذه الخطوة انتهاك صارخ للقانون الدولي وكذلك لاتفاقيات مينسك، وسيرد الاتحاد بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني”.
كما دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاعتراف الروسي بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، قائلا إن الخطوة تمثل انتهاكا لاتفاقيات وقعت موسكو عليها.
وقال ستولتنبرغ -في بيان- “أدين قرار روسيا الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد”، وأضاف أن ذلك يقوّض بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع، وينتهك اتفاقيات مينسك التي تُعدّ روسيا طرفا فيها.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية التركية، رفضها قرار روسيا الاعتراف رسميا بـجمهوريتي “دونيتسك ولوغانسك” في شرق أوكرانيا.
وقالت الوزارة -في بيان- إنه لا يمكن قبول القرار الروسي الأخير إذ يتعارض مع اتفاقيات مينسك، ويشكل انتهاكا للسيادة والوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا. ودعت كافة الأطراف المعنية لضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي.
وقد ألغى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -الاثنين، في اللحظات الأخيرة- زيارة كان مقررا أن يقوم بها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقرر العودة سريعا إلى نيويورك بسبب التأزم في أوكرانيا، وفق ما أعلن المتحدث باسمه.
وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن “الأمين العام ونظرا لتدهور الأوضاع فيما يتعلق بأوكرانيا، ألغى زيارته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو عائد الثلاثاء إلى نيويورك”.
بينما أعلنت دمشق، اليوم الثلاثاء، عن دعمها لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف بـ”استقلال” منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين اللتين يسيطر عليهما انفصاليون موالون لموسكو.
وأدى اعتراف روسيا بدونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار النفط اليوم الثلاثاء، إلى مستوى قياسي جديد في سبع سنوات بعد تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية.