شدوى الصلاح
استنكر عضو حزب التجمع الوطني عبدالله الجريوي، إعلان الملك سلمان بن عبدالعزيز، يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوما لتأسيس المملكة السعودية واعتماده إجازة رسمية، محاولة للبحث عن جذور تاريخية لترسيخ دولته الحديثة والتنصل من الحركة الدينية السياسية الوهابية.
الوهابية مصطلح أطلق على حركة إسلامية سنية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية التي قامت على إثرها الدولة السعودية، وشكل فهمها للإسلام مرجعاً عقدياً وسياسياً للدولة السعودية.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أنه لولا الوهابية لما استطاع محمد بن سعود أن يكون له قوة دينية تمكنه من السيطرة على الدولة السعودية الأولى، منددا بإقرار يوم 22 فبراير/شباط يوماً لتأسيس المملكة في ظل غياب معنى الدولة، والهوية، والمواطنة، والتراث.
ورأى الجريوي، أن ذلك أمر غير مستغرب لدولة قامت على القهر والاستبداد لا تعرف معنى المشاركة والمواطنة، موضحا أن يوم التأسيس المعلن يركز على الدرعية حيث إنها كانت المنطلق لمحمد بن سعود، وهو ما يعني استثناء جميع المناطق التي كانت تحت سيطرة الدولة السعودية الأولى والتي قامت على التكفير والقتل وقهر أهالي شبه الجزيرة العربية.
واستهجن محاولة الوطنجيين -المحسوبين على السلطة- تحديد شكل هوية السعوديين وثقافاتهم التي ينشروها في الحسابات الرسمية، الأمر الذي يعني محو كافة الثقافات والهويات التي تمتاز بها الجزيرة العربية.
وأضاف الجريوي: “من جهة أخرى نرى شريحة من الشعب لا تعلم بماذا يعني لها هذا اليوم وما ارتباطها به، ولكنها اغتنمت فرصة الإجازة وأن تشارك في الاحتفال، حتى لو تقمصت شخصية ليست من ثقافتها”، مؤكدا أن هذا هو الطبيعي في ظل أحادية الصوت والقرار من قبل السلطة الاستبدادية.
يشار إلى أن السعودية أعلنت عقب إصدار الملك سلمان أمراً ملكياً باعتبار 22 فبراير/شباط من كل عام ذكرى لتأسيس الدولة، عن الهوية البصرية لليوم، والتي جمعت بين الخيول، والنخل، وإلى يسار الشعار بخطّ عريض جاء تاريخ 1727، وهو عام التأسيس الَّذي تم اعتماده والذي يراه مراقبون تزويراً متعمداً ومغالطة تاريخية كبيرة.