دعا مرصد أفاد الحقوقي العراقي، السلطات العراقية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية في تسهيل عودة مئات العائلات العراقية العالقة على الحدود التركية السورية، عبر الإجراءات القانونية والأمنية المتبعة من قبلها.
وأكد في بيانه الصادر اليوم الثلاثاء، أن مأساة مئات العائلات العراقية الموجودة في مخيمات ومعسكرات نزوحٍ بمحافظة إدلب وضواحيها شمال غربي سوريا على الحدود مع تركيا، العراقية تتصدر الملفات الإنسانية الأكثر تعقيدا في المنطقة .
وأشار المرصد، إلى أن هناك الكثير من كبار السن وأطفال بحالة إنسانية سيئة للغاية وبحاجة إلى العلاج والتداوي بينهم أطفال بحاجة إلى رعاية عاجلة.
ولفت إلى أنه تلقى على مدى الأسابيع الماضية، عدة مناشدات من عائلات عراقية تنحدر من مناطق بغداد وكركوك وديالى وبابل وواسط والأنبار ونينوى ومدن أخرى من العراق مقيمة في مخيماتٍ بمحافظة إدلب السورية (قرب الحدود مع تركيا).
وقال المرصد، إن العائلات تناشد بإعادة تذكير حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بضرورة إيجاد حل لها وإعادتها إلى البلاد أو سماح للسلطات التركية بإدخالهم بعد إيقاف الأخيرة ذلك منذ حلول جائحة كورونا قبل نحو عامين.
وأضاف: “وينقسم العراقيون الموجودون في مناطق شمال غربي سوريا بحسب الظروف التي أوصلتهم إلى هناك، إذ إن غالبيتهم من العائلات العراقية المقيمة في سوريا قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام منتصف مارس/ آذار 2011، حيث تقيم آلاف الأسر العراقية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 في مدن سورية عدة”.
وأوضح أفاد، أن الكثير منهم بعد الأحداث الأمنية التي عصفت بالبلاد اضطروا إلى البقاء في مناطق تحت سيطرة المعارضة طيلة السنوات الماضية، بعد تعذر عودتهم للعراق، وهو الحال المشابه لأوضاع الفلسطينيين أيضا الذين علقوا في خضمّ الأحداث هناك.
وتابع أن القسم الثاني من العائلات الموجودة هي من سكان المدن العراقية التي سيطر عليها تنظيم “داعش”، حيث قرروا النزوح إلى تركيا من خلال عبور الأراضي السورية بعد عام 2014، بينما يوجد قسم آخر وهم الأقل لعائلات أجبرها تنظيم “داعش”، على النزوح إلى سوريا بعد فقدانه السيطرة على المدن العراقية.
وأفاد المرصد، بأن الكثير منهم تعرض للقتل نتيجة عبورهم باتجاه مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية (قسد)، إما بعمليات قصف من قبل التحالف الدولي أو وقوعهم في مناطق اشتباكات بين تنظيم “داعش”، و(قسد).
كما وثق وجود نحو 500 عائلة عراقية في مدينة إدلب شمال غربي سوريا في مخيمات طينية، وحصل على شهادات مصورة تؤكد وجود أوضاع إنسانية صعبة في ظل غياب الدعم عن هذه العائلات، وكذلك تجاهل السلطات العراقية كونهم مواطنين عراقيين لاجئين.
وبين مرصد أفاد، أن المطاف انتهى بأغلب العائلات العراقية الناجية إلى (اللجوء) والسكن بمنطقة أعزاز على الحدود السورية التركية ضمن المخيم المعروف بمخيم (ايكدا).