تستعد شركة المصانع الكبرى للتعدين السعودية لجمع ما يصل إلى 1.25 مليار ريال (333.18 مليون دولار) في طرحها العام الأولي، في استمرار لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للحصول على سيولة نقدية للإنفاق على مشاريعه.
وحددت الشركة النطاق السعري للطرح عند 58 ريالًا إلى 63 ريالًا للسهم، ومن المتوقع أن تبيع 19.8 مليون سهم تمثل 30٪ من الأسهم للمستثمرين.
والمصانع الكبرى، المعروفة أيضًا باسم أمك، هي منجم ينتج النحاس والزنك والفضة والذهب ومعادن أخرى، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
وشهدت السعودية طفرة في الاكتتابات العامة الأولية منذ إدراجها شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية في البورصة بقيمة 29.4 مليار دولار في عام 2019.
وقالت شركة تداول في البلاد، التي أُدرجت أيضًا العام الماضي، في ديسمبر / كانون الأول إن لديها 50 طلبًا من الشركات للاكتتابات العامة الأولية هذا العام وتدرس ما إذا كانت ستسمح لهم بالإدراج.
وتسعى السعودية لتسريع عمليات الخصخصة لتضييق عجز الميزانية الذي تضخم بسبب وباء كورونا وتراجع عائدات النفط.
واعتمدت السعودية منذ صعود ولي العهد على أكثر من مصدر لجمع الأموال، في ظل الاستنزاف الشديد للخزينة بفعل مشاريع محمد بن سلمان.
ولجأت المملكة إلى أكبر مصدر دخل لها (النفط) لجمع الأموال من أجل الاستثمار في القطاعات غير النفطية، من التكنولوجيا إلى السياحة.
وعندما أعلن ولي العهد الطرح العام الأولي لشركة النفط الحكومية “أرامكو” لأول مرة في عام 2016 بهدف جمع ما يصل إلى 100 مليار دولار، تم الترويج لبيع الأسهم كجزء من مخطط لـ”الحياة بعد النفط”.
وعرضت أرامكو 1.5 في المائة من أسهمها واختارت الإدراج المحلي، معتمدة بشكل شبه كامل على المستثمرين السعوديين والإقليميين.
واكتسبت السعودية من الإدراج عائدات بقيمة 25.6 مليار دولار، وهو أقل مما كانت تتوقعه.
وكان ذلك أول عملية بيع كبيرة لأصول الدولة بموجب خطة لتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، والتي تراجعت منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014.
كما باعت السعودية حصة 49٪ من أنابيب شركة أرامكو الحكومية مقابل 12.4 مليار دولار، بالإضافة إلى مطاحن الدقيق، كما وقعت صفقات مع مستثمرين لبناء مدارس، لكنها لم تحقق الآمال في جمع 200 مليار دولار في السنوات القليلة الأولى من مساعيها للخصخصة.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلت عن مصادر مُطلعة على استراتيجية شركة النفط السعودية قولها إن “أرامكو” تخطط لبيع حصة جديدة تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار، على شكل أسهم.
وقالت الصحيفة إن الشركة المملوكة للدولة أجرت محادثات مع مستشارين خارجيين بشأن بيع المزيد من الأسهم في بورصة الرياض، بالإضافة إلى إدراج ثانوي، ربما في لندن أو سنغافورة أو بورصات أخرى.
وذكرت المصادر لـ”وول ستريت جورنال” أن هذا الأمر “ما زال في مرحلة التخطيط”.