كان من اللافت امتناع دولة الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن للتعبير عن “الأسف” للغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت بدأت عديد الدول الكُبرى فرض عقوبات على موسكو لإجبارها على وقف الحرب.
وصوتت 11 دولة من أعضاء مجلس الأمن، أمس، لصالح الاقتراح، الذي شارك في كتابته كل من الولايات المتحدة وألبانيا، لكن الإمارات والصين والهند امتنعت عن التصويت.
واستخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي من شأنه أن “يأسف” لغزو موسكو لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوًا مشروع القرار.
ورغم أن الدبابات الروسية دهست في طريقها المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة، إلا أن مندوبة الإمارات طالبت خلال كلمتها في مجلس الأمن بأن “تظل القنوات الدبلوماسية مفتوحة”.
ورغم الغزو الروسي ووقوف أوكرانيا في موقف الدفاع، إلا أن مندوبة الإمارات طالبت الجانبين بـ”التهدئة ووقف الأعمال العدائية”.
وسبق امتناع الإمارات عن التصويت ضد روسيا مكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد فيها الأول متانة العلاقات بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، بعد بدء الحرب، أن بن زايد أكد “قوة ومتانة علاقات الصداقة بين الدولتين وقيادتهما والحرص على تعزيز آفاق التعاون في المجالات كافة”.
وأوضحت أن الاتصال ناقش “علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية” بين البلدين، دون المزيد من التفاصيل.
وقال محللون سياسيون إن روسيا اعتبرت المكالمة الهاتفية لوزير الخارجية الإماراتي مع نظيره الروسي “دعمًا إماراتيا لعملية غزو أوكرانيا”.
وذكروا أن الغزو الروسي كان “اختبارًا لشبكة العلاقات التي كانت تقوم بها الدول في السنوات الماضية، ومن ضمنها الإمارات وروسيا”.
وقالت مصادر إن روسيا تستثمر نحو 300 مليار دولار في الإمارات، وتتعاون معها عسكريًا، وليس من مصلحة أبو ظبي معارضة موسكو في هذا الوقت.
وتربط الإمارات وروسيا علاقات تجارية متنامية، إذ وفق إحصائية في عام 2018؛ هناك استثمارات لأبو ظبي في 60 مشروعًا بروسيا، في وقت توجد بالإمارات 576 علامة تجارية و25 وكالة روسية.
ووفق خبراء اقتصاديين فإن التجارة البينية بين الإمارات وروسيا وصلت إلى نحو 5 مليارات دولار.
كما تتكسب الإمارات جيدًا من وراء السياحة الروسية، إذ يزور الدولة الخليجية أكثر من مليون سائح روسي سنويًا.
وجاء الاتصال وسط أزمة دبلوماسية عالمية، إذ فرضت عديد الدول عقوبات على موسكو بعد شن الحرب عقب اعتراف الكرملين بـ”استقلال” منطقتين في أوكرانيا يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم روسيا.
وعقب الدعم الإماراتي لروسيا، هاتف وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين نظيره الإماراتي، وناقشا الوضع في أوكرانيا.
وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكين أكد خلال الاتصال مع نظيره الإماراتي أن الهجوم الروسي “متعمد وغير مبرر”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أكد ضرورة “بناء رد دولي قوي لدعم السيادة الأوكرانية”.