شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، إن إسقاط التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن المستمرة منذ مارس/آذار 2015، لطائرات مسيّرة تكرر استهدافها للعمق السعودي، آخرها إسقاط طائرة مفخخة بقرية الجديين بجازان أمس السبت 26 فبراير/شباط 2022، ليس بالإنجاز العسكري للسلطات السعودية.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن الحدث يشير إلى أن الحوثيين لا زال لديهم القدرة على إرسال الطائرات بدون طيار للعمق السعودي وإحداث أضرار وقصف منشآت حيوية، مثلما لديهم القدرة على إرسال صواريخ أيضا، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بالأخطاء الكارثية في منهجية الحرب من قبل التحالف.
ورأى التميمي، أن السعودية أهدرت سبع سنوات في الحرب دون أن تصل إلى أهدافها المتمثلة في إنهاء القوة العسكرية للحوثيين ودحرهم وإعادة السلطة الشرعية والدولة اليمنية إلى سابق عهدها، مستنكرا إهدار جزء كبير من جهد التحالف ودوره طيلة الفترة الماضية لإضعاف الشركاء والحلفاء المحليين واستهدافهم أيديولوجيا وتضخيم خطرهم.
وأشار إلى أن ذلك كان سببا في حصول الحوثيين على الفائدة، إذ شعروا بأن الضغط العسكري قد خف عليهم كثيراً في مختلف الجبهات حتى أن الطلعات الجوية للتحالف توقفت لمدة سنتين، مما أعطاهم فرصة ليتمددوا ويثبتوا مكاسبهم العسكرية ويحصلوا على المزيد من الأسلحة الاستراتيجية من إيران.
ولفت التميمي، إلى أن ذلك مكن الحوثيين اليوم من إحداث ما أصبح يعرف اليوم بمعادلة الردع الاستراتيجي مع التحالف رغم فارق القوى الكبير بين الحوثي والتحالف، معربا عن أسفه على عدم وجود نية لحسم المعركة، والاتجاه نحو استنزاف قدرات السعودية وإمكانياتها العسكرية رغم أنه كان بالإمكان حسم هذه المعركة.
وأكد أن السعودية لديها من الشركاء المحليين من يستطيعوا بالفعل أن يحسموا المعركة إذا حصلوا على الدعم والتمويل اللازم أو على الأقل إذا أتيح للجيش الوطني أن يحصل على موارده الخاصة والسلاح الذي يريد، موضحا أن هذا إلى الآن لم يحدث والمسألة تتوقف على دور الطيران الذي يتدخل من وقت لآخر.
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أن ذلك يسمح للحوثيين بمزيد من التثبت والتمسك بالمكاسب العسكرية والتمرد على العمليات السياسية وجهود السلام، مشيرا إلى أن مساعي وقف الحرب بقرار دولي، تواجه العديد من التحديات والعراقيل والصعوبات لأن القرار ليس بهذه السهولة.
وأكد أن هناك جهود لإنهاء الحرب لكن التعاطي الغربي معها يسير ببطء، وإن حصل شيء فإنما يرتبط أكثر بمدى التوافق في الرؤى والطرح بين المتدخلين الإقليميين المباشرين في اليمن بينهم السعودية والإمارات، وبين الدول الغربية المؤثرة كأميركا وبريطانيا وفرنسا ومن ورائهم مجلس الأمن الدولي.
يشار إلى أن التحالف أعلن أمس السبت 26 فبراير/شباط 2022، سقوط طائرة مسيّرة مفخخة بقرية الجديين بجازان، دون إصابات أو أضرار، مؤكدا أن المحاولة العدائية متعمدة وممنهجة لاستهداف المدنيين.
وفي 21 فبراير/شباط 2022، أعلن أيضا إصابة 16 مدني من جنسيات مختلفة جراء شظايا طائرة مسيرة استهدفت مطار الملك عبدالله في جازان؛ ولم تعلن جماعة الحوثي رسمياً مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وألمح ناشطون على تويتر إلى أنه مقدمة لعملية عسكرية سعودية واسعة في اليمن توعد بها التحالف في بيانه.
وبالتزامن مع ذلك، سقط أكثر من 50 قتيلاً وجريحاً، في معارك ضارية بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي بمحافظة حجة الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، وذلك مع اتساع رقعة القتال للأسبوع الثالث على التوالي.