أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) بأن ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد اجتمع، يوم الإثنين، بنائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في الوقت الذي استحوذ الغزو الروسي لأوكرانيا على اهتمام العالم، وانشغلت الولايات المتحدة بالأزمة هناك.
وذكرت الوكالة أن المباحثات بين بن سلمان وبن زايد تناولت “التعاون الاستراتيجي” بين الإمارات والسعودية في المجالات كافة، ومواصلة التنسيق والتشاور والعمل المشترك في الشؤون الدفاعية.
وقالت إن خالد بن سلمان تمنى “المزيد من التقدم والازدهار لدولة الإمارات”، فيما تمنى بن زايد للسعودية “الرفعة والرخاء”.
وحضر اللقاء حمدان بن زايد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وعدد من المسؤولين.
وجاء اللقاء بين خالد بن سلمان ومحمد بن زايد بعد أسابيع من تعرّض الإمارات لأربع هجمات، تبنت جماعة الحوثي ثلاث منها، وفصيل عراقي مغمور الهجوم الرابع.
واستهدفت الهجمات الحوثية منشآت حساسة في أبو ظبي ودبي، أبرزها مصانع نفطية ومطارات، وأدت لمقتل ثلاثة أشخاص.
ولعل أبرز ما صدر عن لقاء المسؤولين الإماراتي والسعودي هو التأكيد على “مواصلة التنسيق والتشاور والعمل المشترك في الشؤون الدفاعية”.
وفي ظل الانشغال الأمريكي بالغزو الروسي لأوكرانيا؛ تتخوف السعودية والإمارات من أن يؤثر ذلك على تعهدات واشنطن بحماية أمن الدولتين الخليجيتين.
وأنفقت الولايات المتحدة، وفق تقارير رسمية، أكثر من 7 مليارات دولار على تسليح أوكرانيا ودول مجاورة لها في وجه الغزو الروسي هذا الشهر.
وفي حال سحبت واشنطن بعض معداتها العسكرية، ولاسيما بطاريات الدفاع الجوي من السعودية والإمارات؛ لصالح صد الغزو الروسي لكييف؛ فإن ذلك سيفتح شهية الحوثيين لشن المزيد من الهجمات.
ومن المتوقع أن تُركز المخابرات الأمريكية عملها على منطقة شرقي أوروبا، ولاسيما أوكرانيا، خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يتسبب بفجوة معلومات لدى السعودية والإمارات اللتين تعتمدان بشكل أساسي على المخابرات الأمريكية في جمع الأهداف داخل اليمن من أجل قصفها.
كما تخشى السعودية أن يتسبب التزامها في الاتفاق مع روسيا بشأن إنتاج النفط ضمن “أوبك +” بغضب واشنطن، ولاسيما أن معظم الدول الغربية فرضت عقوبات على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا.
وقالت مصادر لموقع “الرأي الآخر”، إن لقاء بن سلمان وبن زايد بحث تنسيق المواقف بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضحت المصادر أن الرياض وأبو ظبي تتخوفان من أن تُحسبا على المحور الروسي المضاد للولايات المتحدة وأوروبا.
وأشارت إلى أن امتناع الإمارات عن إدانة روسيا في مجلس الأمن والمكالمة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي أكد خلالها “قوة ومتانة علاقات الصداقة والحرص على تعزيز آفاق التعاون في المجالات كافة، بالإضافة إلى تأكيد السعودية مضيها في اتفاقها مع روسيا بشأن إنتاج النفط؛ “قد يُعطي إشارات سلبية” عن موقف الدولتين من الأزمة، في ظل فرض عقوبات دولية على موسكو.