شدوى الصلاح
أكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور غسان الطالب، أن الحرب التي تدور رحاها بين روسيا وأوكرانيا ستترك آثاراً اقتصادية وسياسية على البلدان العربية ودول الخليج العربي شأنها شأن بقية الدول التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية مع كلا الطرفين.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن تلك البلدان قبل اندلاع الحرب هي بين معسكرين هما المعسكر الغربي وأمريكا، وآخر شرقي تمثله روسيا، مشيرا إلى أن هذا انعكس على العلاقات الاقتصادية والسياسية لكلا المعسكرين، ولكن بدرجات متفاوتة وله أبعاده أيضا.
وبين الطالب، أن الآثار الاقتصادية لهذه الحرب ستختلف من بلد لآخر، خاصة أن جميع الدول لها علاقات مع روسيا وأوكرانيا ولكن بدرجات مختلفة خاصة على صعيد العلاقات الاقتصادية.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية مجتمعة وروسيا في الفترة من 2019 حتى 2021 وصل إلى ما يقارب الـ 21 مليار دولار، لافتا إلى أن هذه الفترة مرتبطة أيضا بظهور جائحة كورونا وما رافقها من أزمة اقتصادية على عموم بلدان العالم.
ورأى الطالب أن هذا الرقم قد يكون متواضع بالنسبة لحجم اقتصاد كل الأطراف بسبب اعتماد العديد من الدول العربية على إنتاج النفط والغاز؛ وروسيا أيضا كذلك، مشيرا إلى أن غالبية الدول العربية تربطها علاقات تجارية أكبر مع أمريكا والغرب بشكل خاص.
وذّكر بأن شراء الأسلحة والمعدات الحربية من بين العلاقات التجارية بين الدول العربية وأمريكا، منوها إلى أن علاقات الجميع تطورت أيضا في السنوات الأخيرة مع العملاق الصيني خاصة في قطاع التكنولوجيا والقطاع السلعي.
وأكد الطالب أن روسيا وأوكرانيا تعدان أكبر دولتين في العالم في انتاج القمح حيث تعتمد العديد من البلدان العربية ودول الخليج العربي على استيراد القمح من هاتين الدولتين خاصة جمهورية مصر العربية.
ولفت إلى أن مصر تستهلك سنوياً ما يزيد عن الـ 10 مليون طن من القمح عدا عن بقية الأقطار العربية الأخرى، إضافة إلى العديد من السلع والمواد الاستراتيجية التي تستورد من هاتين الدولتين.
وعلى صعيد دول الخليج العربي المنتجة للنفط، رأى الطالب، أن العائد سيكون عليها أكبر بسبب ارتفاع سعر النفط على المستوى العالمي، إذ وصل الآن إلى حدود الـ105 دولار وهو مرشح للارتفاع أكثر إذا توقفت روسيا عن إمداد أوروبا بالنفط والغاز.
وحذر من أن ارتفاع أسعار النفط سينعكس سلباً على الدول العربية غير المنتجة للنفط إذ سيرافقه ارتفاع في الأسعار العالمية لكافة السلع والخدمات، وستتحمل تلك الدول أعباء إضافية على ميزانياتها قد تكون غير قادرة على تحملها.
وأوضح أن كون الدول العربية استهلاكية، ستفرض الحرب وتبعاتها من ارتفاع أسعار النفط وضعاً صعباً عليها خاصة في مجال المواد الغذائية التي منها القمح وبعض الحبوب الأخرى.
وعن القطاعات الأخرى التي ستتأثر بالحرب الروسية الأوكرانية، قال الطالب إن السياحة ستتأثر خاصة في مصر والمغرب لأنهما أكبر بلدين تساهم السياحة في دخلهم القومي، وعندما يتراجع عدد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا ستتأثر وارداتهما وسيتأثر النقد الأجنبي.
وتوقع أيضا تأثر القطاع المالي العربي بالحرب، خاصة التحويلات المالية من وإلى روسيا بسبب القرار الأمريكي الأوروبي بحجب شبكة “سويفت SWIFT” حيث توجد استثمارات عربية عدة في روسيا وأوكرانيا.
وأشار الطالب، إلى أن العديد من الشركات الروسية تساهم في مشاريع كبيرة في بعض الدول العربية، وستحرم من خدمات التحويل المباشر عبر شبكة سويفت .