تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بشأن الحاجة إلى استمرار التنسيق في “أوبك +”، في الوقت الذي تجاوزت فيه أسعار النفط 110 دولار للبرميل على خلفية الصراع في أوكرانيا.
وناقش بوتين ومحمد بن زايد “دعم الاستقرار في سوق الطاقة العالمية”، وفقًا لبيان الكرملين.
وستجتمع أوبك +، وهو تحالف يضم 23 دولة بينها السعودية والإمارات وروسيا، اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن يستمر في زيادة الإنتاج بشكل تدريجي، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية.
وأكدت المملكة يوم الأحد التزامها باتفاقية أوبك + مع روسيا وحلفائها.
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط فوق 110 دولار لأول مرة منذ 2014، وأثار تكثيف العقوبات من الغرب تساؤلات حول ما إذا كانت دول مثل السعودية ستكون مستعدة لزيادة الإنتاج للمساعدة في اعتدال الأسعار.
وحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغط على السعودية والإمارات لزيادة إنتاج النفط، لكنهما رفضا حتى الآن.
والرياض وأبو ظبي لديهما أكبر طاقات احتياطية- حجم إنتاج إضافي يمكن تصديره بسهولة وسرعة- بين جميع دول أوبك.
وقال خبراء إنه وفقًا للاتجاهات الحالية للسوق، يمكن أن يصل سعر برميل النفط إلى 120 دولارًا، مما يشكل عبئًا ثقيلًا على العديد من البلدان حول العالم التي تعاني بالفعل من التأثير الاقتصادي لوباء Covid-19.
وقالت وسائل إعلام إماراتية حكومية إن محمد بن زايد شدد خلال المكالمة الهاتفية على الحاجة إلى “حل سلمي” من شأنه أن “يضمن مصلحة جميع الأطراف وأمنهم القومي”.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن بوتين “حدد أسباب وأهداف وغايات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.. وبدوره أكد محمد بن زايد آل نهيان أن لروسيا الحق في ضمان الأمن القومي”.
وتأتي المكالمة في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيون آخرون عقوبات على موسكو تهدف إلى الحد من قدرتها على الوصول إلى النظام المصرفي الدولي واستيراد التقنيات الرئيسية من الغرب.
ومع ذلك، ظلت الإمارات هادئة نسبيًا بشأن الغزو، إذ شددت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، على الحاجة إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف في أوكرانيا، لكن خلال تصريحاتها لم تشر إلى روسيا.
كما انضمت أبو ظبي إلى الصين والهند في الامتناع عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يوم الجمعة يدين العدوان الروسي.
وقالت الإمارات في وقت لاحق إن حق النقض من قبل موسكو- العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- يعني أن التصويت كان “نتيجة مفروضة” و”يجب أن تظل سبل الحوار مفتوحة”.
وكان من المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد في موسكو يوم الاثنين، لكن الاجتماع أُلغي دون تفسير.
في حين أنها كانت واحدة من أكبر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فقد أقامت الإمارة الخليجية الصغيرة أيضًا علاقات مع موسكو على مدى السنوات العديدة الماضية واستثمرت مليارات الدولارات في روسيا من خلال أحد صناديق الثروة الخاصة بها.