شدوى الصلاح
استنكر الكاتب والروائي المصري أحمد فرحات، ضعف دور المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في حماية وخدمة الدول الأعضاء، قائلا إن هذه المنظمات من المفترض أن يكون لديها من القوة ما تحمي بها أعضائها بشكل قوي وحازم.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن هذه المنظمات لم تقم في الأوقات الصعبة إلا بالشجب والاعتراض الشفهي أو المكتوب دون اتخاذ خطوات جادة في سبيل حماية أعضائها، مستطردا: “ما فلسطين واليمن عنا ببعيد، والآن أوكرانيا”.
ورأى فرحات، أن الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن قاموا بنفس ما تقوم به جامعة الدول العربية إبان أزمات الدول المنضوية تحت عضويتها وهو مجرد الاعتراض والتصريح بالرفض دون القيام بردة فعل حقيقية على أرض الواقع.
وأشار إلى أن تلك المنظمات تم إنشاؤها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بغرض نشر السلام والحفاظ على تماسك دولها، بعد أن ذاقت كل شعوب الأرض من ويلات الحروب ومآسيها، مؤكدا أن على أرض الواقع لم تكن هذه المنظمات سوى مظهر جميل لفكرة رائعة.
وتابع فرحات: “من المفترض أن تمتلك تلك المنظمات من القوة لكي تمنع قيام أي نزاعات كبرى أو حروب مدمرة، لكن منذ إنشائها لم يسبق لأي منها أن قامت بدور فعال في إيقاف نزاع أو منع أي تدخل عسكري”.
ولفت إلى أن جامعة الدول العربية لا سلطة لها على أي دولة، ولا قدرة لها على اتخاذ قرارات حاسمة، مضيفا أن كل ما خرج منها منذ تأسيسها في مارس/آذار 1945 مجرد شعارات رنانة، وكلمات اعتراض فقط.
وانتقد فرحات قيام الاتحاد الأوروبي بالأمر ذاته، وإعلانه في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا المشتعلة منذ فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022 بيان للتضامن، وإنكار الحرب، دون أن يكن له أي سلطة للتدخل ووقف اندلاعها.
وأرجع فرحات، ضعف موقف الاتحاد الأوروبي لاحتياج معظم دول أوروبا للغاز الروسي، مؤكدا أن هذه هي أكبر ورقة ضغط تمتلكها روسيا لضمان صمت الاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أدان في 24 فبراير/شباط 2022، الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، متعهداً بمحاسبة موسكو على هذه الخطوة، وأعرب عن التضامن مع أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي.
وبدوره، دعا الرئيس الأوكراني فولودمير زيلسينكي، الاتحاد الأوروبي لضم بلاده إلى عضوية التكتّل فورا في إطار إجراء خاص، قائلا إن “أوكرانيا تستحق أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، ونؤمن بأن هذا الأمر يمكن تحقيقه”.
فيما أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عن القلق إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية.
وأكد المجلس، في بيان أصدره في ختام اجتماعه غير العادي اليوم الإثنين 28 فبراير/شباط 2022، على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة إلى الشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس.