انتقد المعارض السعودي الدكتور سعد الفقيه بشدة إدارة السعودية أزمة تهديد مسؤول بالمملكة مقررة الأمم المتحدة انيس كالامار، على خلفية تحقيقها باغتيال الصحفي جمال خاسقجي.
وقال الفقيه، في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “أثبت مرة أخرى أنه متهور يقود نفسه إلى حتفه”، على حد قوله.
وأضاف أنه “ما دام سعود القحطاني أفضل مستشاري بن سلمان، فليس مستغربا أن يختار أحمقا آخر لرئاسة ما يسمى بمجلس حقوق الإنسان”.
ورأى تهديد شخص يمثل “بن سلمان” -في إشارة إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية عواد العواد-، لمسؤول عالمي بيده ملف التحقيق في مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، جريمة أشد من الاغتيال.
وأشار إلى أن “التهديد إذا لم يتخذ ضده إجراء يعني إنهاء استقلالية أي تحقيق عالمي، لأن أي دولة بعدها يمكن أن تهدد المحققين في هذا الجهاز وتتحكم بنتيجة التحقيق من خلال تخويف المحققين”.
وأضاف “الفقيه” أن الأمم المتحدة ما دامت أكدت تعرض المحققة للتهديد فالتهمة ثابتة، وسيكون لمثل هذا الحدث تبعات حتى لو لم تتخذ تجاهه إجراءات محددة من الأمم المتحدة نفسها.
واعتبر أن “من الغباء أن يصدر التهديد من شخص يمثل “مجلس حقوق الإنسان السعودي” وكأنّ ابن سلمان يقول للعالم: هذا هو مفهومي لحقوق الإنسان”، منتقداً طريقة الرد السعودي ومبادرة المسؤول بالاعتراف أنه المقصود رغم أن أنيس كالامار –مسؤولة التحقيق المستقلة، والأمم المتحدة لم يسموه.
ولفت المعارض السعودي، إلى أن المسؤول السعودي لم يبرئ الحكومة السعودية في بيانه من المسؤولية واكتفى بالقول إنه لا يتذكر صدور مثل هذا التهديد من طرفه ويستحيل أن يكون صدر عنه.
وأضاف “لو كان في مستشاري ابن سلمان من يفهم لكان المتوقع أن تعلن الحكومة السعودية أنها لا تعلم عن صدور شيء من ذلك، وإن كان صدر فهو إما عبارة غير مقصودة أو تصرف شخصي من مسؤول لا تتحمل السلطة مسؤوليته”.
وكشفت المحققة الأممية المستقلة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء، أنيس كالامار، مؤخراً أن مسؤولا سعوديا وجه تهديدا لها في اجتماع بجنيف في يناير 2020 بأنه سيتم “تولي أمرها” إذا لم يتم تحجيمها في أعقاب تحقيقها في مقتل خاشقجي.
وأكدت الأمم المتحدة صحة رواية كالامار، ووصفت تصريح المسؤول بالتهديد.
ورغم أن كالامار والمنظمة الدولية لم يكشفان عن هوية المسؤول السعودي الذي هددها، إلا أن رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية عواد العواد، كشف أمس الأول الخميس 25 مارس/آذار 2021، أنه المعني ونفى أنه كان يقصد أي تهديد بتعليقه.
وكتب عبر تويتر: “نما إلى علمي أن السيدة أجنيس كالامار … وبعض مسؤولي الأمم المتحدة يعتقدون أنني وجهت بطريقة ما تهديدا مبطنا لها قبل أكثر من عام”.
وأضاف “رغم أنني لا أتذكر الحوار بالضبط فلا يمكن أن تكون الرغبة قد راودتني في أي أذى يلحق بفرد عينته الأمم المتحدة أو أي شخص في هذا الصدد أو التهديد بذلك”.