حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تسييس قضايا الطاقة العالمية، بعد جهد منسق من الولايات المتحدة والدول الرئيسية الأخرى المستهلكة للنفط لمواجهة موسكو.
ورفضت السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، طلبات الولايات المتحدة لضخ مزيد من النفط للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار النفط الخام، التي تجاوزت لفترة وجيزة 116 دولارًا للبرميل وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال مسؤول أمريكي كبير لصحيفة وول ستريت جورنال إن المحادثات رفيعة المستوى مع السعوديين وآخرين كانت تهدف إلى تنسيق وفهم تصرفات بعضهم البعض.
وقال الكرملين في بيان نشرته وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس، إن فلاديمير بوتين شدد خلال اتصال هاتفي مع بن سلمان على عدم جواز تسييس قضايا إمدادات الطاقة العالمية.
أما وكالة الأنباء السعودية الرسمية فقالت إن ولي العهد كرر رغبة المملكة في الحفاظ على استقرار أسواق النفط
وأشار بن سلمان، وفق وكالة الأنباء السعودية، إلى أهمية الحفاظ على الاتفاق بين أوبك بقيادة السعودية وحلفائها بقيادة روسيا.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات اقتصادية تستهدف القطاع المالي الروسي وبوتين ومسؤولين حكوميين آخرين وأعضاء النخبة في البلاد وخط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2.
وكشفت جهود إدارة بايدن لدفع أقرب شركائها في الشرق الأوسط للمساعدة في تخفيف التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا، عن نفوذ روسيا المتزايد في المنطقة، حيث تظل ممالك النفط في الخليج والكيان الصهيوني على الحياد أو تلطيف انتقاداتهم لموسكو.
وكان خالد نجل رجل المخابرات السعودية المنفي سعد الجبري قال إن ولي العهد محمد بن سلمان لا يتمتع بأبسط بديهيات السياسة.
وأضاف، في تغريدة عبر حسابه بتويتر: “لو كان يتمتع بأبسط بديهيات السياسة لأحسن استخدام كرت النفط وأعاد تأهيل نفسه كحليف موثوق لدى الغرب”.
وأشار إلى أنه في حال أحسن بن سلمان استخدام النفط فإنه “سيحصل على أكثر من مكالمة من بايدن ويعظّم الحصة السوقية للنفط السعودي”.
وجاء حديث الجبري تعقيبًا على رفض المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق على تصريحات منسوبة لولي العهد السعودي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي بشأن التزام بلاده باتفاق خفض الإنتاج النفطي مع روسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض: “لن ندخل في تفاصيل من هنا، لأن ذلك لن يكون بنّاءً للهدف الشامل الذين نريد تحقيقه”.
وكانت السعودية أكدت التزامها باتفاق أوبك + مع روسيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، في الوقت الذي تواجه فيه موسكو عقوبات دولية بسبب غزوها لأوكرانيا.
وقالت الوكالة إن ولي العهد محمد بن سلمان أدلى بهذه التصريحات خلال محادثة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تناولت أيضًا الوضع في أوكرانيا وتأثيره على أسواق الطاقة.
وأضافت الوكالة “في هذا الصدد، أكد ولي العهد حرص المملكة على استقرار وتوازن أسواق النفط والتزام المملكة باتفاقية أوبك بلس”.
ويأتي التزام السعودية باتفاق “أوبك +” في وقت تفرض فيه معظم دول العالم عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
ويُمكن أن يُفهم من التزام السعودية باتفاقها الأساس مع روسيا بشأن إنتاج النفط على أنه دعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على كييف.