كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن زيارة لرئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، إلى تركيا، منتصف فبراير/شباط المقبل، مؤكدا أن أنقرة ترى فيها تطورا إيجابيا.
وأوضح خلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأربعاء، أن بلاده ستفتح فصلا جديدا مع الكيان بهذه الزيارة، مبينا أن الكيان اتخذ بعض الخطوات المتعلقة بالتعاون شرقي البحر المتوسط، وأن تركيا بدورها مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة معها.
وصرح الرئيس التركي الأسبوع الماضي، بأنه مستعد للتعاون مع الكيان الصهيوني، في مشروع خط أنابيب للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، حيث بدأ التقارب بين الجانبين منذ أسابيع من خلال اتصالات هاتفية جرت بين أردوغان ومسؤولين بالكيان.
وكانت العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني، قد توترت منذ عام 2010، بعدما قتلت قوات الاحتلال عددا من الناشطين الأتراك أثناء هجومها على السفينة التركية “مافي مرمرة”، والتي كانت تسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية.
كما تصاعد التوتر عام 2018 مع سحب سفيري البلدين إثر قتل قوات الاحتلال لفلسطينيين في قطاع غزة خلال الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
فيما تعاون الكيان منذ 2019 مع قبرص واليونان، خصمي تركيا التاريخيين، على مشروع خط “إيست ميد” (EASTMED) المحتمل لنقل غاز شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، إذ عارضت تركيا المشروع بشدة، ودافعت عن مطالبها الإقليمية في ثروات المنطقة، لكن المشروع حظي بدعم إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
بينما أبلغت واشنطن الأسبوع الماضي اليونان، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تعد تدعم مشروع إيست ميد لأنه تسبب في توترات إقليمية مع تركيا، بحسب تقارير صحفية صهيونية.
وفي نفس السياق، أعرب الرئيس التركي عن ترحيب أنقرة “برؤية الولايات المتحدة أخيرا لهذه الحقيقة”، قائلا: “واشنطن انسحبت لأنها لم تر في المشروع ما كانت تتوقعه من حيث التكلفة والفائدة التي ستعود عليها”.
وأضاف: “لا يمكن أن ينجح أي مشروع إقليمي يتجاهل تركيا في شرق البحر المتوسط، ونحن رأينا هذه الحقيقة بالفعل في منطقتنا وأكدنا على ذلك بشكل صريح”.
ورأى أردوغان، أن مشروع إيست ميد لم يكن واضح المعالم، متهما ما سماها “إدارة جنوب قبرص الرومية” واليونان بطرح المشروع بدوافع سياسية لإقصاء تركيا والقبارصة الأتراك.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد هدد بقطع علاقات بلاده مع الإمارات، على خلفية معاهدة التطبيع التي نفذتها مع الكيان الصهيوني عام 2020.