يقدم مطعم في السعودية لرواده بالمملكة المحافظة تجربة غريبة لتناول الطعام إلى جانب الجماجم والدم وبصحبة الزومبي ومصاصي الدماء.
ويتيح مطعم “الظلال” (Shadows) خدماته لهواة أفلام الرعب، مما يسمح لهم بتذوق أطباقهم بينما يرتدي الموظفون أزياء دموية.
ويقع المطعم في حي بوليفارد الترفيهي بالعاصمة الرياض، وتم افتتاحه في وقت تسعى الدولة الخليجية لـ”تلطيف صورتها”، التي شوهتها انتهاكات النظام لحقوق الإنسان.
وقالت نورا الأسعد إحدى رواد المطعم لوكالة فرانس برس “جئت الى هنا للاستمتاع والضحك.. لكن الجو والعروض في الواقع مخيفة جدًا”.
وأضافت الفتاة البالغة من العمر 26 عامًا والتي تعمل في الموارد البشرية “فقدت شهيتي للطعام”، بينما قدم نادل وجبتها على صينية بجمجمة سوداء مبتسمة.
وبالنسبة لرجل الأعمال سليمان العمري، فإن تجربة المطعم تلبي جوعه من أجل اندفاع الأدرينالين الجيد.
وقال الرجل البالغ من العمر 45 عامًا أثناء تناول الطعام مع عائلته: “نبحث دائمًا عن أشياء جديدة ومثيرة للقيام بها في الرياض”.
وأضاف العامري، مرتديا رداء الدشداشة التقليدي، “كان الذهاب إلى المطاعم يدور حول الأكل والشبع والدردشة، وكنا نعود إلى المنزل، لكننا الآن نأكل، نحن نستمتع بوقتنا، ونحن مرعوبون أيضًا”.
وأدى صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، في عام 2017 إلى إحداث تغيرات اجتماعية.
وتغيرت بعض جوانب الحياة في السعودية تحت حكم بن سلمان كحضور الرجال والنساء للحفلات الموسيقية معًا، والسماح للمرأة بقيادة السيارة، لكن كان ذلك بالتزامن مع قمع المعارضة بشدة، واعتقال مخالفي رأيه.
وقال تقرير إخباري مؤخرًا إن اهتمام ولي العهد السعودي بتنظيم المهرجانات في المملكة، محاولةٌ لإثبات “ولو زورًا” اهتمام البلاد بحرية المرأة من خلال السماح بالاختلاط، على الرغم من عقود طويلة من القمع وعدم المساواة التي كانت تعاني منها المرأة في السعودية.
وأشار تقرير “أفريكا ريبورت” إلى أن المهرجان السينمائي الأخير في جدة أواخر العام الماضي، كان بمثابة “جسر بين رأس المال والفن الذي تحاول المملكة دمجهما معًا لتغيير صورتها للترويج بأن المرأة السعودية “متحررة لا تهتم إلا بالموضة والاستهلاك والفنون”.
وقال إن الرياض تحاول الانفتاح على العالم من خلال الحملة السياحية الأخيرة، إلا أنها أخفقت بشدّ أنظار العالم لمساعيها المزعومة بتحرير مواطناتها.
وتقول منظمة العفو الدولية إن من بين أكثر الذين تعرضوا للقمع والملاحقة في المملكة هم من المدافعات عن حقوق المرأة، ومنتقدي الحكومة، ونشطاء حقوق المرأة، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأقارب النشطاء، والصحفيين، والأقلية الشيعية.
ولجأت السعودية في إبريل المنصرم إلى مجموعة أمريكية متخصصة في العلاقات العامة الدولية لإقناع الأمريكيين بخطواتها لتعزيز حريات المرأة، مقابل مليون دولار، لكن الشركة تواجه ضغوطًا للتخلي عن عقدها مع الرياض.