أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن سجينًا مختل عقليًا من خليج جوانتانامو عاد إلى السعودية.
ويُشتبه في أن السجين هو عضو تنظيم القاعدة الخاطف رقم 20 للطائرات في هجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.
وتعرض محمد القحطاني للتعذيب على أيدي محققين في القاعدة العسكرية الأمريكية في كوبا، حيث كان محتجزًا منذ ما يقرب من عقدين.
وأسقطت الحكومة قضيتها ضده في عام 2008 بسبب الانتهاكات التي تعرض لها في السجن، وفي فبراير / شباط، أوصت السلطات الأمريكية بالإفراج عنه وإعادته إلى وطنه.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: “في 4 فبراير 2022 أبلغ وزير الدفاع أوستن الكونجرس بنيته إعادة القحطاني إلى السعودية، وبالتشاور مع شركائنا السعوديين أكملنا متطلبات عمليات النقل المسؤولة.”
وأضافت “إن الولايات المتحدة تقدر استعداد السعودية والشركاء الآخرين لدعم الجهود الأمريكية الجارية نحو عملية مدروسة وشاملة تركز على تقليص عدد المحتجزين بشكل مسؤول وإغلاق معتقل خليج غوانتانامو في نهاية المطاف”.
وكان القحطاني من أوائل السجناء الذين أرسلوا إلى غوانتانامو في يناير 2002.
وسافر إلى أورلاندو بولاية فلوريدا في 4 أغسطس/ آب 2001، لكن مُنع من دخول البلاد وأُعيد إلى دبي.
وتم القبض عليه في نهاية المطاف في أفغانستان في ديسمبر 2001.
وتم توثيق تعذيبه في السجن على نطاق واسع وهو ما حفز دعوات منظمات حقوق الإنسان الدولية لإغلاق المعتقل.
وتعرض القحطاني للعزل المطول والحرمان من النوم والإذلال الجنسي وانتهاكات أخرى.
وقرر مجلس المراجعة الدورية، وهو لجنة مؤلفة من عدة وكالات للأمن القومي الأمريكية، في يونيو 2021 أن اعتقال القحطاني “لم يعد ضروريًا” لحماية الولايات المتحدة من “تهديد كبير”.
ولاحظت اللجنة أن “حالته الصحية العقلية ضعيفة للغاية والدعم الأسري الذي سيحصل عليه في السعودية مطلوب”.
وفي يناير/ كانون الثاني، وافقت الولايات المتحدة على إطلاق سراح خمسة من الرجال الـ 39 المتبقين الذين ما زالوا في غوانتانامو.
وينتظر عشرة آخرون، بمن فيهم العقل المدبر المزعوم لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد المحاكمة أمام لجنة عسكرية.
وتم إنشاء مركز الاعتقال، الذي تديره البحرية الأمريكية، بعد هجمات عام 2001 لإيواء المعتقلين فيما سُمي “الحرب على الإرهاب” الأمريكية، وقد انتقده بشدة خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة.
وفي سبتمبر الماضي، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) للمرة الأولى وثائق تتعلق بالتحقيق في هجمات 11 سبتمبر، ودعم الحكومة السعودية المزعوم للإرهابيين، بناءً على أوامر من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
وكُشف عن هذه البيانات لأول مرة بعد 20 عامًا بالضبط من الهجوم على مبنى التجارة العالمي والكونغرس.
والوثيقة التي تم إصدارها هي من تحقيق في عام 2016، ويحتوي التقرير على نتائج تحقيق في دعم لوجستي قدمه مسؤول قنصلي سعودي وعميل استخبارات سعودي مشتبه به في لوس أنجلوس للرجلين اللذين اختطفا الطائرة في 11 سبتمبر / أيلول 2001.
وبالإضافة إلى ذلك، يفصل التقرير أيضًا بعض الاتصالات وشهادات الشهود التي دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي للشكك في عمر بيومي، الذي يقال إنه طالب سعودي في لوس أنجلوس، ولكن يشتبه FBI أنه عميل للمخابرات السعودية.
ووُصِف بيومي في هذه الوثيقة بأنه منخرط للغاية في المساعدة في السفر والإقامة والتمويل لمساعدة نواف الحازمي وخالد المحضار، المشاركَين في الهجمات.
وأكدت الوثيقة علاقة الخاطفين بفهد الثميري إمام مسجد الملك فهد في لوس أنجلوس، والملحق الديني بالقنصلية السعودية هناك.