قالت مصادر مطلعة إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير المجدولة إلى السعودية، ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان، أمس، كانت بهدف “الحصول على دعم مالي وغيره؛ لمساعدة مصر على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد”.
وأوضحت المصادر أنه من المتوقع أيضًا أن ينقل السيسي رسالة من واشنطن للسعودية بشأن زيادة إنتاج النفط في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وما أعقبه من ارتفاع في أسعار “الذهب الأسود”.
واستغرقت زيارة السيسي بضع ساعات فقط في وقت يعاني فيه النظام المصري من أزمة اقتصادية طاحنة بدأت في الظهور قبل اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، وتفاقمت بسبب تداعيات القتال.
وأضافت المصادر أن “الرئيس السيسي يعول حقًا على السعودية في الحصول على حزمة مساعدات اقتصادية وشحنات إضافية من النفط، لتأمين احتياجات السوق المصري، في ظل الارتفاع غير المسبوق في الأسعار الذي صاحب الغزو الروسي لأوكرانيا”.
وأشارت إلى أن “نتائج زيارة السيسي الأخيرة للكويت على ما يبدو لم تكن بالمستوى الذي كان يأمله من حيث الدعم الاقتصادي الذي طلبه”.
وذكرت المصادر أن “السيسي يتجه برسالة للسعوديين مفادها أن الوضع في مصر على وشك الانفجار، وقد يكون من الصعب على الجميع، وخاصة دول الخليج، السيطرة على تداعياته”.
ولفتت إلى أن السيسي مقتنع أن دول الخليج الغنية بالنفط تعيش أفضل أيامها منذ الخسائر التي سببها الوباء العالمي، بفضل تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على سوق النفط، الأمر الذي سيجعلها قادرة على مد يد العون لمصر.
وقالت المصادر لصحيفة “العربي الجديد” اللندنية إن زيارة السيسي للسعودية ستتبع خلال الأيام القليلة المقبلة زيارة لسلطنة عمان، ومن المقرر أن يبحث مع السلطان هيثم بن طارق إمكانية دعم بلاده القاهرة اقتصاديا في الوقت الحالي.
وكان منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة آموس هولشتاين، زارا الرياض الأربعاء الماضي لتعزيز العلاقات مع المملكة والضغط على المسؤولين السعوديين لضخ المزيد من النفط الخام وتحقيق الاستقرار في الأسواق.
ورفض السعوديون هذا الطلب، وأكدت المملكة التزامها باتفاقية أوبك بلس بالمحافظة على المعدلات المتفق عليها بين الدول الأعضاء في المنظمة والتي تستمر لمدة خمس سنوات.
ويأتي الرفض السعودي في سياق التوتر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في عام 2018.
ومنذ وصول بايدن إلى السلطة مطلع العام الماضي، رفض لقاء بن سلمان أو حتى التحدث معه عبر الهاتف بسبب تورطه في مقتل خاشقجي.
وقالت مصادر إن جدول زيارة السيسي للرياض اشتمل أيضًا على بحث الاستثمارات السعودية في مصر ومشروع نقل إمدادات الكهرباء بين البلدين، والذي من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى منه في أكتوبر 2024.