شدوى الصلاح
قال الناشط الحقوقي عبدالله الطويل، إن زيارة حاخام يهودي للإمارات بدعوة وجهها له وزير التسامح الإماراتي، لم تكن وليدة اللحظة فقد سبقتها عدة زيارات بعد توقيع اتفاقية العار “التطبيع” في سبتمبر/أيلول 2021، موضحا أن دور وزير التسامح فيها يتوج على أنه تسويق للديانة الجديدة “الإبراهيمية” التي تم الاتفاق على نشرها وبناء مقر لها في جزيرة السعديات.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن المقر يضم الديانات الثلاثة “الإسلامية – المسيحية – اليهودية”، مضيفا أن بناء على ذلك لن تجد الإمارات دجالاً أكثر من وزير التسامح الإماراتي ليبدأ التسويق للديانة الإبراهيمية خاصة خارج الإمارات، وتحديدا للغرب الذين صدقوا كذبة التسامح والتي تعمل على الاستهلاك الإعلامي لتسامح الدولة مع الديانات الأخرى.
وأكد الطويل، أن الإمارات تفتقد داخلياً لأدنى معايير التسامح مع مواطني الدولة وخاصة حرية الرأي، مُذكرا بأن وزير التسامح نجح مسبقاً في تسويق التسامح مع الهنود، وشارك طقوسهم في المعابد الهندوسية المنتشرة في دبي وأبوظبي، وحول دور الوزارة إلى ترسيخ التغريب على الشعب الإماراتي وصولاً لبيع أصول الدولة ومبادئها وإنشاء جيل مغيب.
وتابع: “لو تحدثنا عن دور وزارة التسامح الحقيقي، فلماذا لم نلمسه مع المطالبين بحرية الرأي والموقعين على عريضة الإصلاح 3 مارس/آذار، ولماذا لم نجدها مع من تضامن مع المعتقلين؟ ولماذا لم نجده مع أبناء وزوجات وأمهات وآباء المعتقلين؟”، مستطردا: “إذا نحن نتحدث عن دور شيطاني موجه للغرب لهذه الوزارة”.
ورأى الطويل، أن وزارة التسامح مفترض أن تعدل لتكون وزارة “اللا تسامح”، داعيا الشعب الإماراتي والشعوب العربية إلى فضح دور هذه الوزارة التي تهدم الوعي وتعمل على نشر الأكاذيب لتبييض سجل الدولة الحقوقي السيئ وإظهارها على أنها دولة متسامحة بغطاء “الحريات والإبراهيمية”.
وحث وزير التسامح الإماراتي على تفقد أحوال المعتقلين الذين انتهت أحكامهم ولازالوا في السجون في إطار خارج القانون، ودعاه للمطالبة بالتحقيق في وفاة علياء عبد النور وآلاء الصديق التي لاحقها النظام في منفاها، والتحقيق فيمن ظلم أمينة العبدولي الأم لخمسة أطفال، والطالبة الجامعية مريم البلوشي.
ودعا الطويل، وزير التسامح للمطالبة بالإفراج عن جميع معتقلي الرأي وعلى أحرار الإمارات الذين ظلمهم القضاء الفاسد وعذبهم الأمن النيبالي في أقذر السجون، مخاطبا وزارة التسامح بالقول: “التسامح يبدأ من حيث انطلق الظلم، بدلاً من تسويق الزيف الذي فضحته أنات المعتقلين عبر تسجيلات صوتية مسربّة أظهرت الجانب الوحشي للعصابة الحاكمة”.
ولفت إلى أن السلطة الإماراتية امتهنت تغييب الأحرار تمهيداً لجلب خونة أوطانهم وتوطينهم في الإمارات ودمج الكيان الصهيوني عضوياً في الوطن العربي عبر التطبيع، والتلاعب بالدين وإنشاء دين جديد تحت مسمى “الديانة الإبراهيمية”، وإنشاء جيل جديد سماه “الإماراتي الجديد”.