شدوى الصلاح
قال عضو حزب التجمع الوطني السعودي عبدالله عمر، إن النظام السعودي يتعامل مع الإعلام كمنصات للترويج والتلميع والتطبيل ولا يسمح بأي نوع من الإعلام المستقل، فمهمة الإعلام الوحيدة داخل السعودية هي ضخ الدعاية الحكومية ومحاولة إقناع الناس بها وليس هناك أي مجال لأي نوع من نقد الحكومة أو معارضة قرارتها.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن الإعلاميين السعوديين ممن يرفضون أن يكونوا أداة بيد السلطة يكون مصيرهم الإخراس والمنع من الظهور، وفي بعض الحالات وصل الأمر للاعتقال، مضيفا أن لذلك فالساحة الإعلامية السعودية اليوم خالية تماماً ولا يثق الناس بها وقنواتها هي الأقل مشاهدة بحسب الإحصائيات.
وأرجع عمر، ذلك إلى أن الناس تعرف أن هذه المنصات ليست سوى أدوات لترويج ما تريده الحكومة للرأي العام، مستطردا: ” يمكن ملاحظة هذا في الظهور الإعلامي لولي العهد محمد بن سلمان مع الإعلامي عبدالله المديفر، ونوع الأسئلة التي طرحها عليه والتي تؤكد أن هذا أبعد ما يكون عن الإعلام وأنه مجرد حلقة علاقات عامة وليس حوار بالمفهوم المهني”.
وعن الإعلام الخارجي وما حدث مؤخرا بعد لقاء بن سلمان مع مجلة ذا أتلانتك، أكد عضو التجمع الوطني، أن النظام السعودي يحتاج للإعلام الغربي لأنه يتمتع بنوع من المصداقية تجعل له قبول عالمي، لكن بنفس الوقت سقف الإعلام الأجنبي عالي جداً ولن يجامل ولذلك رأينا أسئلة من نوع لم يطرح سابقاً على بن سلمان.
وأوضح أنه بسبب الإحراج الذي نتج عن هذه الأسئلة تم منع الصحفي الذي أجرى الحوار من دخول السعودية مرة أخرى وتعرض لهجوم من الذباب الإلكتروني في تعبير واضح عما وصلت إليه السلطة من عداء لأي إعلام مستقل إلى حد ما، مستنكرا تلاعب الإعلام السعودي بما جاء في اللقاء وتحريفه قبل نشره بنسخة عربية.
ولفت إلى أن الصحفي الذي أجرى اللقاء لفت إلى عدة نقاط تم حذفها من النسخة العربية للحوار قبل أن تنشره المنصات السعودية منها الأسئلة عن الحدود وقطر التي شبه حاكمها بهتلر والسماح بالخمور في السعودية وغيرها، موضحا أنها تصريحات محرجة لن يستطيع بن سلمان نشرها للرأي العام السعودي والعربي نظراً لحساسيتها.
وأضاف عمر، أن بن سلمان وقع في ورطة صراحة الإعلام الأجنبي وصعوبة التهرب من أسئلته وأيضا تصريحاته المحرجة التي قيل إنها دفعته لتكليف أخيه خالد بزيارة قطر والاعتذار من الأمير تميم بن حمد، بسبب تشبيهه بهتلر والنازية، مؤكدا أن ولي العهد لا يهتم بمصالح البلاد والشعب ولا تهمه هذه الفضائح.
وأكد أن كل ما يهم بن سلمان هو إعادة حضوره في المشهد العالمي بعد نبذه على خلفية جريمة قتل جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2018، متوقعا أن يفشل مهما فعل لأن الأحرار من كل العالم سيتصدون لأي مشروع لإعادة تأهيل المجرم لأن مكانه الوحيد السجن بعد محاكمة عادلة وليس قاعات الأمم المتحدة ومقار الحكومات الغربية.