كتبت: ابتســــام آل سعــــــد
بالأمس وأنا أحاول اصطياد بنات أفكاري الشاردات العابثات خطر لي سؤال ربما يكون من المخيف تخيله لكن إجابته تبقى ماثلة للتنفيذ بصراحة وهو ماذا لو أُقيمت (سوريا غربية) في أوكرانيا اليوم؟! وقبل أن تتعالى الأصوات المستنكرة حولي دعوني أتخيل معكم هذا السيناريو المرعب لوهلة صغيرة فقط ! فمثلا ماذا لو تمسك الرئيس الأوكراني زيلنسكي بالسلطة والحكم مثل بشار وتحكمت روسيا بكبرى المدن الأوكرانية وانتشرت ميليشياتها والمرتزقة الذين يمكن جلبهم من روسيا نفسها وسوريا وهم من شبيحة النظام السوري في هذه المدن ووضعت يدها على مفاصل ومراكز هذه المدن واستحكمتها بالبارود والنار كما فعل كل هؤلاء في كبرى مدن سوريا وبقيت دمشق تحت سلطة بشار المدعوم كليا من روسيا وإيران كما ستبقى كييف تحت سلطة زيلنسكي المدعوم من أوروبا واستوحشت الشوارع وبدا يغلبها الدمار كما كان الوضع بشوارع ومحافظات سوريا؟! في الواقع يبدو السيناريو مخيفا لكني فعلا بت لا أستبعده لأن الإرهاصات التي نراها وقد مضى على غزو روسيا لأوكرانيا قرابة أسبوع كامل ولا تبدو النهاية السعيدة قادمة قريبا تؤكد بأن فتح الباب للمرتزقة والمتطوعين الأجانب من خارج أوكرانيا يمكن فعلا أن تحذو موسكو نفس المنحى وتجد لها مرتزقتها الذين لا يقلون خطورة وإجراما عن نظرائهم من الجانب الأوكراني لا سيما وأن سوريا كانت ساحة خصبة للتدريب والقتال وشن المعارك الدموية بالنسبة لهؤلاء لذا ليس ببعيد على بوتين أن يغذي صفوف جيشه الميداني بمثل هؤلاء الذين لا قلوب لهم ولا رحمة وإذا ما تحقق شيء من هذا السيناريو فليس من المستبعد فعلا وواقعا أن تقام سوريا غربية في أوكرانيا خصوصا وأنه بات عدد اللاجئين الأوكرانيين يتصاعد لأعداد مخيفة كالتي بدأت بها أرقام المهجرين السوريين باختلاف كبير طبعا بين الفئة الأولى التي لقيت حفاوة من أصدقائها الأوروبيين الذين فتحوا حدودهم وأراضيهم ومراكز إيوائهم المجهزة بكل سبل العيش الكريم للأبرياء الأوكرانيين بل واستقبالهم استقبال الفاتحين بعكس الفئة الثانية الكادحة من الشعب السوري التي لم تجد سوى خيام بالية وأماكن عراء مفتوحة للبرد والحر والشمس والمطر والثلج والرياح والشحيح من الغذاء والدواء وتعيش بحال لا يبدو أفضل من حال وقوعها تحت خط النار والموت داخل بلادها ولكن لنعد لنربط ما بدأت به سوريا بما تبدأ به أوكرانيا اليوم باعتبار أن المعتدي اليوم يمثل معتديا واحدا ورابطا مشتركا بينهما وهو روسيا التي تقصف الأبرياء والمدنيين في سوريا لتعزز من بقاء بشار على هرم السلطة في البلاد كما تقصف اليوم أحياء ومدن كييف وتلقى صعوبة في اختراق حائط الدفاع الأوكراني المتين حول العاصمة كييف المدعوم حكم زيلنسكي عليها من قبل أوروبا مجتمعة لذا دعوني أعيد السؤال الملغوم الذي بدأت به مقالي وهو هل من المتوقع أن تقام (سوريا غربية) إن صح التعبير والمسمى في أوكرانيا التي تتعرض اليوم لهجوم وغزو وآلة حرب منيعة من نفس العدو للشعب السوري وهو روسيا أم أن أوروبا التي تتباهى باتحادها وحلف شمال الأطلسي أو ما يقال عنه حلف النيتو يمكنها فعلا أن تنهي هذه الحرب لصالحها وصالح الدولة التي تحظى برعايتها الكريمة؟! رغم أن كل يوم يمر على هذه الحرب بمثابة عام على الأوكرانيين الذين يصرون حتى هذه اللحظة على أنهم قتلوا ما يزيد على عشرة آلاف من الجنود الروس وخاطبوا الصليب الأحمر الدولي على انتشال جثثهم من أرض أوكرانيا وأنهم يحرزون تقدما لا مثيل له على الأرض بينما في المقابل تواصل الآلة الإعلامية الروسية الادعاء بأنهم ينتصرون برا وجوا وأنهم رغم صعوبة اختراق العاصمة كييف فإن المسألة باتت مسألة وقت ليس إلا وإن الدفاعات الأوكرانية على وشك الانهيار والاستسلام في تبادل ناري بالتصريحات التي ما عاد المتلقي يثق بصحتها !.
لقد طرحت سؤالا وينتهي مقالي دون إجابة !.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”