أثار غضب الناشطون على تويتر، التحرُّك الدبلوماسي السعودي لإنقاذ رئيس الديوان الملكي الأسبق والمبعوث الأردني لدي المملكة السعودية سابقاً باسم عوض الله، المعتقل بالأردن منذ السبت 3 أبريل/نيسان 2021، لدواعي أمنية على خلفية محاولة انقلاب مزعوم.
صحيفة واشنطن بوست كشفت وصول وفد سعودي للأردن أمس الاثنين 5 أبريل/نيسان 2021، للمطالبة بالإفراج عن “عوض الله”، وهو ما أكدته خارجية الأردن “جزئياً” صباح اليوم بإعلان استقبال وزيرها أيمن صفدي لوزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط تابعت حكومته الأحداث في الأردن، قوله إن الوفد السعودي طالب المسؤولون السعوديون، خلال لقاءات بنظرائهم الأردنيين، بالإفراج عن عوض الله، والسماح بمغادرته معهم إلى السعودية.
الأمر الذي أثار استياء الناشطون وتساؤلاتهم عن ما يخفية “عوض الله” من معلومات يخشى النظام السعودي تسريبها أو إعلانه عنها إذ ضغط عليه خلال التحقيقات المفترض خضوعه لها، وعن دور السعودية في محاولة زعزعة أمن واستقرار الأردن.
وشكك ناشطون في مسارعة النظام السعودي إعلان تأييد الملك الأردني عبدالله الحسين في أعقاب الأنباء المتداولة خلال الأيام الماضية عن محاولة انقلاب عليه من قبل أخيه غير الشقيق حمزة بن الحسين والتي انتهت بإعلان الأخير تأييده للملك.
وأشاروا إلى تدافع الذباب الإلكتروني منذ ظهور “حمزة بن الحسين” في مقطع فيديو يعلن فيه وضعه تحت الإقامة الجبرية، وإعلان الإعلام الإسرائيلي وقوف السعودية والإمارات محاولة الانقلاب، لنفي تورط الرياض في محاولة الانقلاب في الأردن.
وحذر ناشطون من أن تسليم السلطات الأردنية للوفد السعودي يعد إهانة كبيرة للأردن، وعدم احترام لسيادة البلاد، مطالبين بخضوع “عوض الله” للتحقيق وإعلان نتائجه للشعب.
تساؤلات متصاعدة
وبرزت تساؤلات الناشطون عن دوافع النظام السعودي للتدخل والمسارعة بإرسال وفد سعودي في ظاهره تقديم الدعم لملك الأردن، ومن وراء الكواليس يتحرك لإنقاذ “عوض الله” ويصر على عدم العودة إلى المملكة بدونه.
وأشار سعيد بن ناصر الغامدي إلى أن ما فعلته السعودية اليوم بإصرارها على اخذ باسم عوض الله من الأردن بعدما حامت حوله التهم، نفس ما فعلته في السودان مع طه عثمان مدير مكتب البشير السابق، متسائلاً: “هل هو وفاء للأتباع أم خوف من استخراج ما في بواطنهم من أسرار وخداع؟”.
وتساءل الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، عن ما يخيف بن سلمان لكي يرسل وفدًا للمطالبة بإطلاق سراح عوض الله؟
وكتب مراسل الجزيرة تامر الصمادي: “ما الذي تريده السعودية من الأردن؟! لماذا كل هذا الاهتمام السعودي بالشخصية المثيرة للجدل باسم عوض الله؟! لماذا تريد إطلاق سراحه وفقا لواشنطن بوست؟!”.
وتساءل علي الفضيل: “هل إصرار السعودية على إطلاق عميلها عوض الله بغرض سحبه من الأردن قبل أن يبوح بتفاصيل الانقلاب أم تقطيعه بالمنشار لفشله في المهمة أم كل ما سبق؟”.
ابتزاز وتسوية
وتباينت تحليلات الناشطون للموقف السعودي والمساعي لإنقاذ “عوض الله” المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمتورط في عملية انقلاب على الملك عبدالله.
وعقب استاذ الأخلاق السياسية الدكتور محمد مختار الشنقيطي، على تقرير واشنطن بوست وما نقلته على لسان المسؤول الاستخباراتي، قائلاً إن معركة الابتزاز بدأت.
وأكد المغرد بوغانم أن باسم عوض وحسن زيد سيتم الإفراج عنهم بعد فترة، بتدخل من دولتين خليجيتين مقابل تسويات ستجري خلف الكواليس.
وقال ياسر أبو هلالة أن ما يبدو أن السعوديون قلقون بشأن ما سيقوله “عوض الله”.
وقال صاحب حساب رؤى سياسية إن من الواضح أن محاولة الانقلاب في الأردن كان وراءها ثلاثي الفشل ابن سلمان وابن زايد ونتانياهو.
محاكمة عوض الله
وأكد ناشطون أن المصلحة الوطنية تقتضي أن يأخذ القضاء مجراه طالما تم اعتقال عوض الله وفق القانون، محذرين من أن تسليمه للسعودية فيه إهدار وتنازل عن حقوق الاردنيين والاردن و طعن في مصداقية القضاء.
وطالبت الأكاديمية الأردنية أستاذ دراسات الشرق الأوسط والأدب المقارن ديما تحبوب، الحكومة باحترام سيادة الأردن وعدم تسليم عوض الله و الاستمرار بالاجراءات القانونية والقضائية، مؤكدة أن التدخل في الشأن الداخلي يجب أن يكون خطا أحمرا ولو جاء تحت ستار الاخوة!!!.
وقال المغرد فارس العجارمة، إن محاسبة باسم عوض الله و كشف مخططاته ونواياه وفساده مطلب شعبي ثابت منذ الأزل، والتفريط فيه يعني التفريط بإرادة الشعب العظيم، مضيفاً: “لا مساومة شخصية على مصلحة الوطن”.
https://twitter.com/3ajramista/status/1379344457519271942?s=20