أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حصانة رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات من المشرعين الديمقراطيين والنشطاء الحقوقيين.
وكتب السجين السياسي المصري السابق محمد سلطان عبر، تويتر: “هذه المحاولة لعزل الجلاد عن المساءلة في المحاكم الأمريكية هي شيك على بياض للديكتاتور المصري وتتعارض تمامًا مع التزامات إدارة بايدن المعلنة بسياسة خارجية تتمحور حول حقوق الإنسان”.
وفي العام الماضي ، رفع سلطان دعوى قضائية في واشنطن العاصمة ضد الببلاوي لإشرافه على التعذيب الذي تعرض له أثناء وجوده في سجن مصري.
وأُصيب سلطان بالرصاص واعتقل وسُجن وقت مذبحة رابعة في مصر في أغسطس 2013، وأدانته محاكمة جماعية بتهمة “نشر أخبار كاذبة” و”تعكير صفو الأمن القومي”.
ويقول سلطان إنه كان مستهدفًا بانتهاكات قاسية بشكل خاص لأنه تحدث عن مجزرة رابعة وميدان النهضة عام 2013، لأنه يحمل الجنسية الأمريكية ولأن والده كان نائب وزير في ظل حكومة محمد مرسي.
وفي السجن، تم حرقه بالسجائر وضرب حتى كسرت ضلوعه، فيما شجعه الحراس على الانتحار، وفق ما قال.
وأضاف سلطان “الببلاوي ليس مسؤولاً فقط عن سجني وتعذيبي، ولكن أيضًا عن المصادقة على قانون الاحتجاج الوحشي في مصر المستخدم لسجن عشرات الآلاف من المصريين الأبرياء”.
وتابع “هذا القانون نفسه أدى إلى الحكم على المواطن الأمريكي مصطفى قاسم بالسجن 15 عاما قبل أن يتوفى”.
وبعد أن رفع سلطان الدعوى في يونيو/ حزيران، اختفى قسراً خمسة من أبناء عمومته رغم إطلاق سراحهم منذ ذلك الحين، ثم اعتقلت السلطات المصرية ستة من أقاربه في فبراير / شباط.
وما زال مكان وجود والده، الذي كان محتجزًا في نفس السجن مع ابنه، مجهولًا منذ أكثر من تسعة أشهر.
وعلى الرغم من ذلك، قدمت وزارة العدل الأمريكية الخميس الماضي إعلانًا رسميًا يحث المحكمة الفيدرالية على رفض قضية سلطان لأن الببلاوي كان يتمتع بحصانة دبلوماسية في الوقت الذي بدأت فيه الدعوى.
وكان بايدن وعد بعدم وجود المزيد من “الشيكات على بياض لديكتاتور ترامب المفضل”- الرئيس عبد الفتاح السيسي- لكنه واجه انتقادات واسعة عندما سمحت إدارته في فبراير الماضي ببيع 200 مليون دولار من الأسلحة لمصر.
وقال سلطان: “أشعر بخيبة أمل عميقة من محاولة وزارة الخارجية تحصين الجلاد الذي دبّر انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع”.
وتابع “لها آثار واقعية على حياة عائلتي.. لقد عرّضت حياتي هنا في الولايات المتحدة للخطر بشكل أكبر، وحياة ورفاهية عائلتي في مصر”.