حذّر خبراء من أن صوامع الحبوب في مرفأ بيروت التي تضررت خلال الانفجار الهائل الذي وقع في أغسطس/ آب الصيف الماضي، آيلةٌ للسقوط في أي لحظة.
وقالت الشركة السويسرية أمان إنجنيرينغ، التي قامت بتقديم مسح بالليزر لصوامع الحبوب في المرفأ، إن كتلة الصوامع المشلعة هي اليوم هيكل غير مستقر ومتحرك.
وأوضحت الشركة في تقرير لها أنّ “الوقائع تُظهر أنّه ما من طريقة لضمان السلامة حتّى على المدى المتوسط إذ ما بقيت الكتلة الشمالية (من المبنى) على ما هي عليه، وأن الأضرار التي لحقت ببعض الصوامع كانت شديدة لدرجة أن هذه الصوامع تميل بمعدل خطر”.
وأوضحت أنّ هذه الصوامع “تميل بمعدل 2 ملم في اليوم، ويعد ذلك كثيرًا من الناحية الهيكلية.
وقدّمت الشركة توصيتها للمضي قدمًا في تفكيك تلك الكتلة الخرسانية الضخمة، محذّرة من أن الركائز الخرسانية تعرّضت لأضرار جسيمة، وعليه سيتعيّن بناء صوامع جديدة في موقع مختلف.
وكان وزير الاقتصاد راوول نعمة قال في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، إنّ الحكومة ستهدم هذه الصوامع التي كانت أكبر مخزن للحبوب في البلاد، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة، لكنّ السلطات لم تتّخذ حتّى اليوم أي قرار بهذا الشأن.
وكانت تلك الصوامع ببنائها الخرساني العملاق البالغ ارتفاعه 48 مترًا، أحد صمّامات الأمن الغذائي للبنان، حيث تزيد قدرتها الاستيعابية عن 100 ألف طن، وتحولت اليوم لرمزٍ للانفجار الكارثي الذي ألحق أضرارًا كرثية بالمرفأ وعدد من أحياء العاصمة، كما أودى بحياة أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف منهم.
ويأتي هذا الحكم بالإعدام على صوامع الحبوب ليزيد من المخاوف المتعلّقة بالأمن الغذائي في لبنان، البلد الذي يتخبّط أساساً بأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة.
ويعتمد لبنان على الواردات في 85 بالمئة من احتياجاته الغذائية، وفي أعقاب الانفجار تلقّى لبنان تبرّعات من الحبوب والدقيق.