يزور كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء في الوقت الذي يحاول فيه التكتل إصلاح العلاقات المتوترة مع تركيا.
وهددت الخلافات المتزايدة العلاقة بين الجانبين خلال الصيف الماضي عندما أرسلت تركيا سفنا بحرية لدعم مهمة استكشاف الطاقة في المياه التي تؤكد تركيا تبعيتها لها، فيما تقول قبرص واليونان، العضوان في الاتحاد الأوروبي، إنها تتبع لهما، لكن التوترات خفت بعد أن سحبت تركيا السفينتين.
وتراجع الاتحاد عن تهديده بفرض عقوبات على البلاد بعد انخراط تركيا هذا العام في أول محادثات بحرية مع اليونان منذ عام 2016.
وسترى الآن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل كيف ينوي أردوغان متابعة رغبته المعلنة مرارًا وتكرارًا في “فتح صفحة جديدة” في العلاقات.
ويقول الأتراك إنهم يريدون المضي قدمًا من المحادثات “الإيجابية” التي أجريت في سلسلة من الدعوات إلى “العمل الملموس” – خاصة فيما يتعلق بالهجرة.
لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يحذرون من أن أي تحسن يعتمد على كيفية تصرف أردوغان – الذي كان زعيمًا عندما بدأت تركيا رسميًا محادثات للانضمام إلى الكتلة في 2005- وما إذا كان لا يزال شريكًا بناء.
ويتزامن الذوبان المحتمل مع تشديد البيت الأبيض على تركيا بعد انتخاب الرئيس جو بايدن.
وفي نهج “الجزرة والعصا”، يلوح الاتحاد الأوروبي بإمكانية تحديث الاتحاد الجمركي للجانبين، وتحرير التأشيرات، وتوفير المزيد من الأموال للاجئين وزيادة الحوار مع تركيا على عدة جبهات.
لكن مسؤولا في الاتحاد الأوروبي أصر على أن اجتماع الثلاثاء “لن يكون لحظة مفاوضات” بل فرصة للجانبين لوضع شروطهما لتحسين العلاقات.
ولدى كلا الجانبين قوائم المظالم التي يريدون معالجتها.
وقال مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس إن أنقرة تتوقع تحديث الاتحاد الجمركي لعام 1995 وزيادة التركيز على وضع تركيا المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المصدر أن تركيا أرادت تحديث اتفاقية الهجرة لعام 2016، التي وعدت الكتلة بمليارات اليورو مقابل فرض تركيا سيطرتها على تدفق المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا.
وتركيا هي موطن لما يقرب من أربعة ملايين لاجئ ومهاجر، غالبيتهم من السوريين.
وقال المصدر “لم يف الاتحاد الأوروبي بالكامل بعد بالتزاماته بالاتفاق، ولا سيما التزاماته المالية”، مضيفا أن 3.7 مليار يورو فقط (4.4 مليار دولار) من أصل ستة مليارات يورو الموعودة وصلت إلى تركيا.
وتشكل قبرص شوكة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ عام 1974 عندما تدخلت تركيا في الثلث الشمالي للجزيرة ردا على انقلاب دبره المجلس العسكري الحاكم في أثينا آنذاك بهدف ضم الجزيرة إلى اليونان.