تسعى شركة بكتل الأمريكية وشركات دولية أخرى إلى تحصيل فواتير غير مدفوعة بمليارات الدولارات من السعودية، لقاء العمل المنجز في مشروع مترو الرياض.
وأفادت مصادر مطّلعة لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية بأن شركة بكتل لها مستحقات على المشروع بحوالي مليار دولار، وهو المشروع الذي يُعد حجر الزاوية في جهود تحديث العاصمة السعودية التي تعاني من انسداد حركة المرور.
وقالت إن الشركات العاملة في المشروع – الذي يشمل أيضًا شركات فرنسية وإسبانية وإيطالية – تسعى للحصول على عدة مليارات من الدولارات على شكل فواتير غير مدفوعة في المجموع، وكانت شركة بكتل لها أكبر قدر.
وأفادت بأن المدفوعات المتأخرة مرتبطة جزئيًا بتأخيرات البناء وتجاوز التكاليف بسبب جائحة فيروس كورونا، الذي حاصر بعض العمال خارج المملكة وجعل من الصعب مواصلة وتيرة العمل في المشروع.
وأوضحت المصادر أن الخلاف على المدفوعات كان له طابع دبلوماسي العام الماضي عندما أثارت السفارات الأمريكية والفرنسية والإسبانية في الرياض الأمر في رسالة وجهتها إلى الحكومة السعودية.
وكان المقاولون الحكوميون اشتكوا لسنوات من المدفوعات المتأخرة منذ انخفاض أسعار النفط في 2015، وهيا الأزمة التي دفعت السلطات إلى حجب عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في كبح عجز الميزانية المتضخم.
ورغم أن القرار ساعد في كبح جماح الإنفاق الحكومي، إلا أنه أضعف ثقة القطاع الخاص الذي يعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية.
ويقول المسؤولون إنهم ملتزمون بالدفع في الوقت المحدد واتخذوا خطوات مهمة لحل المشكلة، لكن يبدو أن انهيار أسعار النفط الخام العام الماضي أدى إلى تأخيرات مماثلة لبعض الشركات، على الرغم من أن المشكلة أقل منهجية من قبل.
ولم ترد شركة بكتل على طلب للتعليق، بينما قالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، التي تشرف على المشروع، في بيان إن المدفوعات للمقاولين “تمت في الوقت المناسب” و”يتم تقييم المطالبات المذكورة أعلاه وفقًا لعملية تسوية المنازعات المنصوص عليها في العقد”.
ومن بين الشركات الأخرى المشاركة في المشروع Fomento de Construcciones & Contratas SA الإسبانية، وشركة WS Atkins Ltd البريطانية وشركة Salini Impregilo SpA الإيطالية، والتي أعيدت تسميتها باسم Webuild.
ومترو الرياض هو مفتاح خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمضاعفة حجم المدينة وتحويلها إلى مركز أعمال دولي.
وقال شخصان مطلعان إنه من بين أكبر المشاريع من نوعها في العالم، حيث تم بناء ستة خطوط من ثلاثة اتحادات، واكتمل حوالي 90٪.