قوبلت موافقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين على الاستمرار في صفقة أسلحة ضخمة للإمارات بعد مراجعة دامت 11 أسبوعًا، بتنديد الأوساط الحقوقية، ولاسيما أنها مخالفة للتوافق بين شرائح كبيرة من الحزب الديمقراطي التي عارضت الصفقة.
وتتضمن الصفقة البالغة 23.37 مليار دولار 50 طائرة حربية من طراز F-35، و18 طائرة بدون طيار مسلحة من طراز MQ-9B، بالإضافة إلى مجموعة من الذخائر جو-جو وجو-أرض.
وفي حال تنفيذ الصفقة تُصبح الإمارات ثاني دولة في الشرق الأوسط تمتك مقاتلات F-35 بعد الكيان الإسرائيلي.
وأكد مدير مشروع الأسلحة والأمن في مركز السياسة الدولية ويليام هارتونج أن قرار إدارة بايدن يتعارض مع تعهدها السابق بربط تزويد الدول بالأسلحة مقابل حالة حقوق الإنسان والمصالح الأمنية الأمريكية.
وأشار هارتونج إلى دور الإمارات “الوحشي” في حرب اليمن، وانتهاكها حظر الأسلحة في ليبيا، فضلًا عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان داخل الدولة.
أما منظمة العفو الدولية فأكدت حصولها على “أدلة كثيرة” توثّق تشغيل أبوظبي طائرات مسيرة مسلحة في ليبيا لصالح قوات خليفة حفتر، واستهداف منازل المدنيين والمرافق الصحية.
وشكك مراقبون دوليون في خطط الإمارات لاستخدام الأسلحة الأمريكية التي ستحصل عليها، ولاسيما أنها أسلحة هجومية ودفاعية.
وشدد هارتونغ على أن الاستمرار في تمكين سلوك الإمارات المتهور في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن يؤدي إلا إلى تقويض الاستقرار وتقليل احتمالات الحل السلمي في المنطقة.
أما مدير المناصرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية فيليب ناصيف فرأى أن الخطوة لم “تعكس تصرفات رئيس ملتزم بدعم حقوق الإنسان في الولايات المتحدة وخارجها”.
ورأى أن خطوة بايدن “تخاطر بزيادة حصيلة القتلى والجرحى غير القانونية في اليمن بأسلحة أمريكية”، مؤكدًا أن ذلك “يجب أن يهز جوهر كل شخص يدعم حقوق الإنسان”.
وأشارت كبيرة مستشاري السياسة الأمريكية والدعوة في مركز “المدنيين في الصراع” آني شيل إلى أن خطوة بايدن “تخون” إرادة معظم الديمقراطيين.
وأضافت أنها تُمثّل أيضًا “صفعة على وجه ضحايا الصراع في اليمن وخارجها”.
وفي السياق، نددت الزميل البارز في جمعية “الحد من الأسلحة” جيف أبرامسون بقرار إدارة بايدن، مطالبًا إياها بوقف الصفقة.
وشدد على أن إدارة بايدن يجب أن تكون حازمة في عدم تسليح الأنظمة المسيئة، مؤكدًا أن قرار الاستمرار في صفقة الأسلحة مع الإمارات خاطئ.
أما رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة “الديمقراطية الآن للعالم العربي” عبد الله العودة فدعا إدارة بايدن إلى إعادة التفكير في دورها بالمنطقة، بالنظر إلى نفوذ الإمارات.
ولفت إلى أن خطوة بايدن “تُكافئ الإمارات على جرائم الحرب التي ارتكبتها في اليمن وليبيا، ودعمها حُكامًا طغاة مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.
وأضاف “هذا يبعث رسالة إلى هؤلاء أن بايدن يواصل صداقة ترامب مع الطغاة”.
وتراجع الولايات المتحدة حاليًا سياسات مبيعات الأسلحة للسعودية، ولم تصدر النتائج بعد.