لم يفشل الرئيس الأمريكي جو بايدن فقط في معاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على قتل الصحفي جمال خاشقجي، عندما أتيحت له فرصة واضحة لذلك، بل يستعد لكسر الوعد الآخر الذي قطعه خلال تلك حملته الانتخابية.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن “إدارة بايدن تخطط لتعليق بيع العديد من الأسلحة الهجومية للسعودية التي تمت الموافقة عليها في ظل إدارة ترامب، لكنها ستسمح ببيع معدات أخرى يمكن تفسيرها على أنها ذات غرض دفاعي”.
وقال مسؤولون إن: “الخطة، التي تم إطلاع الكونغرس عليها الأسبوع الماضي، هي جزء من مراجعة الإدارة لمبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية والإمارات أعلنها البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من تنصيب الرئيس بايدن”.
والإمارات- إلى جانب السعودية- لديها أيد دموية فيما يتعلق بالصراع اليمني.
ومن خلال هذه الصفقة، يمكن للإمارات والسعودية توقع تلقي أسلحة “دفاعية” مثل F-35 Joint Strike Fighter وطائرات “ريبر” المسلحة بدون طيار.
وقالت وكالة “truthout” الأمريكية إن تسمية هذه الأسلحة بـ”الدفاعية” فيه إهانة للغة وإهانة أخرى للآلاف الذين عانوا في حرب اليمن التي تشنها السعودية والإمارات.
وباعت الولايات المتحدة 175 مليار دولار من الأسلحة لشركاء وحلفاء أجانب في السنة المالية 2020 ، بزيادة قدرها 2.8 بالمائة عن إجمالي العام السابق، وفقًا لإعلان من وزارتي الدفاع والخارجية.
وفي عام 2020، كانت إدارة ترامب مصممة على بيع أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية، وحاول المفتش العام ستيف لينيك التحقيق في البيع، بناءً على سجل السعودية الموثق للفظائع في حرب اليمن، لكن تم فصله من الإدارة لمحاولة إجراء هذا التحقيق.
وفي كانون الأول (ديسمبر) 2020، على الرغم من المعارضة الهائلة من الكثيرين في الكونغرس، وافقت وزارة الخارجية على بيع أسلحة بقيمة 290 مليون دولار للسعودية، وتم الانتهاء من الخطوة قبل ساعة من أداء بايدن اليمين الدستورية في 20 يناير.
وتولى الرئيس بايدن منصبه بعد موجة من الحديث القاسي عن السعودية، وتحديدًا فيما يتعلق بمسؤوليتها عن مقتل الصحفي خاشقجي.
واتهم بايدن فريق الاغتيال السعودي الذي قتل خاشقجي بالتصرف “بناء على أمر من ولي العهد” خلال المناظرة التمهيدية للحزب الديمقراطي في نوفمبر/ تشرين الثاني.
قال خلال نفس النقاش “يجب أن يحاسبوا”، متعهدًا بعدم بيع المزيد من الأسلحة للسعوديين إذا أصبح رئيسًا.
وأضاف “سنجعلهم يدفعون الثمن ومنبوذين كما هم في الواقع”.