لجأت السعودية إلى مجموعة “لارسون شاناهان سليفكا” للعلاقات العامة في ولاية “أيوا” الأمريكية لإقناع الأمريكيين بخطواتها لتعزيز حريات المرأة، لكن الشركة تواجه ضغوطًا للتخلي عن عقدها مع الرياض.
وكشفت صحيفة “دي موين” الصباحية اليومية الصادرة في ولاية أيوا أن المجموعة المذكورة وقّعت عقدًا من السعودية بمبلغ مليون دولار لتحسين صورتها في الولايات المتحدة بشأن حقوق النساء في المملكة.
وأشارت إلى أن مجموعة العلاقات العامة تُروّج كُتيبًا لامعًا يسلط الضوء على تقدم المرأة في الرياضة السعودية.
ويتهم الناشطون الحقوقيون مجموعة العلاقات العامة الأمريكية بـ”تببيض الانتهاكات لحقوق المرأة السعودية”.
واعتقلت السعودية عددا من نشطاء حقوق المرأة، بينهم مواطنان أمريكيان بسبب مطالبتهم بإعطاء النساء حقوقهن، لكنها رفعت الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارات في 2018، وأبقت على احتجاز عدد من النشطاء.
وأوضحت الصحيفة أن منظمات حقوقية حقوق الإنسان بقيادة Code Pink for Peace أرسلت عريضة إلى مجموعة “لارسون شاناهان سليفكا” تدعوها للتخلي عن السعودية كعميل “إذا كانوا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم شركة ذات مصداقية”.
وتم تسليم العريضة التي تضم أكثر من 2000 توقيع إلى مكتب المجموعة في دي موين من نشطاء سلام محليين، بما في ذلك الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية ووزارة السلام الكاثوليكية.
وقال المؤسس المشارك في منظمة Code Pink for Peace الحقوقية آرييل غولد إن القادة السعوديين سجنوا ناشطات نسويات لدعوتهن إلى نفس الإصلاحات التي وصفتها المملكة وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنها تقدم، مثل منح المرأة الحق في قيادة.
وأضاف غولد: “إنهم يحاولون تقديم أنفسهم كدولة ذات توجهات تقدمية حديثة، لكن الواقع أكثر قتامة بكثير”.
وتقول العريضة: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك المجموعة تستمر في الترويج لحقوق المرأة المحسنة في السعودية بينما تستمر في قمعها بطرق عديدة”.
وفي مقالة نشرتها “USA TODAY”، تساءلت الصحيفة عن سر استهداف السعودية الأمريكيين في ولاية أيوا من خلال حملة العلاقات العامة.
وأشارت إلى أن المملكة تخسر معركة الرأي العام في واشنطن وعلى السواحل منذ مقتل جمال خاشقجي كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست.
ولفتت إلى أن “العوامل التي تثبط جهود الصحافة الجيدة أيضًا تورط السعودية في الحرب الأهلية اليمنية وفرض حصار على ميناء الحديدة”.
ومع تعرض بايدن لضغوط لاتخاذ خطوات حازمة ضد الحكومة السعودية، أقر مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء قانون حماية المعارضين السعوديين لحظر المبيعات وعمليات نقل الأسلحة الأخرى من الرئيس الأمريكي إلى السعودية.
وبعد وفاة خاشقجي، أسقطت خمس شركات علاقات عامة أمريكية الحكومة السعودية كعميل لها، ولكن لكن مجموعة “لارسون شاناهان سليفكا” تتمسك بها.
وقال الناشط في ولاية آيوا بريان تيريل إن “أخذ الأموال من حكومة يحكمها طاغية غير منتخب أمر بقتل صحفي وتقطيع أوصاله بشكل مروّع، ويشن جيشه حربًا وحصارًا على اليمن ويسجن ويعذب المدافعين عن حقوق المرأة، يُضر بصورة المجموعة”.