شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، إن المواجهة مع العدو الإسرائيلي لا تنتظر المؤتمرات والاجتماعات، ولا يخدمها بيانات الشجب والاستنكار التي تعود العدو على سماعها، ولا يعمل لها حساب، مطالباً بمواقف عربية حقيقية.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”، أن معركة القدس التي تقودها غزة تستوجب موقفاً من قادة السلطة الفلسطينية، يتمثل بوقف التعاون الأمني مع الاحتلال، متسائلاً: “كيف يدعي حماية القدس من يحمي المستوطنين والمستوطنات، ويوفر الأمن للجيش الصهيوني؟”.
وأكد أبو شمالة، أن معركة القدس، والقدس تخص المصري والسوري والسعودي والمغربي مثلما تخص الفلسطيني، وتستوجب فعلاً عربياً ميدانياً، لأن المعركة تدور في الميدان، ومواجهة العدو ميدانياً.
وتابع: “هنا لا نطالب الجيوش العربية، نطالب المواقف العربية الجدية، مثل سحب السفراء من تل أبيب”، معتبراً أن من العار أن ينزل السفراء العرب إلى الملاجئ الإسرائيلية، حين تقصف غزة تل أبيب.
وطالب المحلل السياسي الفلسطيني، الدول المطبعة أن تخجل، وتعتذر لشهداء الأمة العربية، وأن يتراجعوا عن طلب الحماية من دولة لا تقدر على حماية عاصمتها.
وأكد أن القضية الفلسطينية، ولاسيما القدس، لا تنتظر من العرب والمسلمين إلا صرخة حق في وجه عدو يطمع بأرضهم وتاريخهم ومعتقدهم، ودون ذلك.
ولفت أبو شمالة إلى أن العدو الإسرائيلي يعرف أن ردة فعل العرب والمسلمين لن تتعدى إطار الشجب والإدانة، ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لحماية مقدساتهم.
جاء حديث أبو شمالة في أعقاب تحركات دبلوماسية ومباحثات جارية حول القضية الفلسطينية وتصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والأقصى وأهالي حي الشيخ جراح، ومنها مباحثات أممية مع مسؤولين إسرائيليين لبحث التهدئة.
وتضمنت أيضا عقد اللجنة الفلسطينية التابعة للبرلمان العربي اجتماعاً طارئاً لبحث التصعيد، ومحادثات الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإرسال مبعوث أميركي لبحث التهدئة مع مسؤولين إسرائيليين.
كما عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً لبحث التطورات والاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين، أسفر عنه مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي والتصعيد المُمَنهج ضد الشعب الفلسطيني.
فيما تمخضت باقي التحركات الدبلوماسية كلها بإصدار بيانات شجب وإدانة للاعتداءات الإسرائيلي ومطالبة الجانبين بوقف التصعيد، فيما دعت بعض البلدان العربية بينهم “دول مطبعة مع الاحتلال” لوقف إطلاق النار.
أما مجلس الأمن الدولي، فقد فشل للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد، في التوافق على بيان مشترك يدعو لوقف القتال الدائر منذ أكثر من أسبوع، واتهمت الصين التي ترأس أعمال المجلس للشهر الحالي، أميركا بعرقلة التحرك بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية، مساء أمس الأحد 16 مايو/أيار 2021، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي عن سقوط 192 شهيد بينهم 58 طفل و 34 سيدة و 1235 إصابة بجراح مختلفة ولا زال العدد مرشح للزيادة.