شدوى الصلاح
قال الأكاديمي المغربي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد الحساني، إن تصريح الحكومة المغربية بأن القضية الفلسطينية “قضية وطنية”، بعدما ارتكبت جرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2020، يأتي في إطار “اللغو”، مطالباً بإلغاء التطبيع فوراً.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”: “لا يمكن أن تضع يدك في يد السفاح وتفتخر بذلك، بل وتصبح دون أن تشعر مدافعاً عنه ثم تحاول التهرب من مسؤولية تشجيعه على سفك الدماء يوم وضعت يدك في يديه” .
واعتبر الحساني أن الموقف الذي أعلنته حكومة المغرب من القضية الفلسطينية موقف الغريق الذي يحاول التعلق بأي شيء للحفاظ على حياته، فهو متناقض شكلاً ومضموناً وركيك سياسياً .
وأشار إلى أن طبيعة الكيان الصهيوني أنه موغل في الدماء الفلسطينية والعربية والإسلامية، وكيان مختص في تنفيذ جرائم الحرب التي لا تعد ولا تحصى ، مؤكداً أن هذه مسلمات لكل من يعرف ألف باء في تاريخ الكيان الصهيوني.
وأكد الأكاديمي المغربي أن لا حل أمام الحكومة المغربية إن أرادت حقا أن تدافع عن القضية الفلسطينية وكانت ترى كما صرح رئيسها الدكتور سعد الدين العثماني، أن ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب، إلا أن تلغي اتفاقية التطبيع فوراً ودون أي تأخير نصرة للقضية الفلسطينية.
وتابع: “هذه هي المساعدة الوحيدة المطلوبة من الحكومة المغربية، وما دون ذلك لن يقدم شئ وسيكون غير ذا جدوى أخلاقياً”، لافتاً إلى أن إدانة البرلمان المغربي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين أمر طبيعي لكنه لا يعني شئ على مستوى القرار السياسي .
وأرجع رؤيته لذلك، إلى أن قرار التطبيع المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي كان قراراً ملكياً لم يرجع فيه إلى البرلمان ولم تتم استشارته أو عرض مسودة اتفاقية التطبيع على البرلمان لمناقشتها وإبداء الرأي في تفاصيلها .
يشار إلى أن الحكومة المغربية أبلغت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في اتصال هاتفي مساء الأربعاء الماضي 12 مايو/أيار 2021، رفضها القاطع لجميع الإجراءات التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف، أو تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وذلك في الوقت الذي تقيم فيه المملكة المغربية علاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي أعلنتها في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، بوساطة أميركية مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المملكة وجبهة البوليساريو.
ووجه الملك المغربي محمد السادس، يوم الجمعة 14 مايو/أيار 2021، بإرسال مساعدات إنسانية مستعجلة إلى الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن مغاربة يرون أن تلك المساعدات غير كافية، ويخرجون في مسيرات احتجاجية في عدة مدن مطالبين بإسقاط التطبيع.
وأمس الإثنين 17 مايو/أيار 2021، أدانت مكونات مجلس النواب، بشدة، العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، ودعت الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية إلى إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أيام.