شدوى الصلاح
قال الباحث اللبناني محمد المصري، إن تصريحات وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، المسيئة للمملكة السعودية وشعوب الجزيرة العربية، تأتي استمراراً لسياسة التيار الوطني الحر الذي يلعب دوراً كبيراً في تسويق سياسة حزب الله اللبناني.
وأوضح في حديثه مع الرأي الأخر، أن التيار الوطني الذي ينتمي له وهبه، ويرأسه حاليا الوزير السابق جبران باسيل (كان يرأسه سابقا رئيس الجمهورية الحالي الجنرال ميشال عون)، يلجأ إلى قول ما لا يستطيع حزب الله قوله لأسباب متعلقة بالصراع المذهبي والطائفي في المنطقة.
وأشار الباحث اللبناني، إلى أن التيار الوطني حليفًا قوياً لحزب الله، وقد اعتاد جبران باسيل، حين كان وزيراً للخارجية، على مهاجمة الدول العربية التي على خصومة مع إيران وحزب الله، حتى نعته بعض السياسيين والمحلّلين بأنه وزير خارجية إيران وليس لبنان.
ولفت إلى أن مواقف باسيل أدت حينها إلى سوء العلاقات العربية مع لبنان، نتيجة مهاجمته لها، ودفاعه المستميت عن سياسة حزب الله وسلاحه ومعاركه الإقليمية.
وأوضح المصري، أن تصريحات وهبه الأخيرة المثيرة تكرار لنفس الكلام الدائر بين كوادر حزب الله ضمن دوائره الضيقة، من دفاع عن سلاح الحزب، ومهاجمة للأنظمة الخليجية التي هي على خصومة سياسية مع إيران.
وتحدث عن الظروف السياسية والأمنية التي تمرّ به المنطقة، إذ أراد حزب الله، من خلال الوزير وهبه، إعادة التأكيد على أهمية سلاحه، وضرورته للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن العدوان الصهيوني على الفلسطينيين تقوّي حجته في الحاجة إلى هذا السلاح.
وألمح المصري إلى أن حزب الله يرجع ذلك إلى أن العدو الصهيوني لا يُؤمن جانبه، وهو يمثل تهديد للبنان في كل لحظة، قائلاً إن عودة نشاط داعش على الحدود السورية العراقية يُعطيه أيضا مبرراً إضافياً لحركته الإقليمية وتدخله في الصراعات الدائرة في الدول العربية.
وأضاف: “لذلك صوّب أسهمه على الدول الخليجية التي تحارب نفوذه في لبنان، عبر اتهامها بأنها هي التي زرعت داعش، ولذلك لا يُمكن لهم أن يُطالبوا حزب الله بالتخلي عن سلاحه الذي هو مصدر قوته”.