شدوى الصلاح
قال الكاتب والباحث المختص في الشأن العراقي مجاهد الطائي، إن ما جرى أمس من قمع واعتداءات على المتظاهرين هو تكرار لما فعلته كل الحكومات السابقة، مؤكداً أنها نتاج لنفس القوى السياسية التي أنتجت تلك الحكومات.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”، أن حكومة مصطفى الكاظمي هي واحدة من الحكومات السابقة، إلا أنها سوقت نفسها على أنها نتاج للتظاهرات السابقة وستعمل على تنفيذ مطالبها، وهو ما ثبت فشلها الذريع.
وأشار الطائي، إلى أن القمع الذي يحدث للمظاهرات بالعراق تقوم به أجهزة أمنية لا تخضع للسيطرة الكاملة من قبل الحكومة؛ لافتاً إلى وجود أحزاب وميلشيات ولائية ومصلحية لها نفوذ في هذه الأجهزة وتوجهها وتؤثر عليها.
وأكد أن رئيس الوزراء العراقي لا يستطيع فرض نفسه على الجميع لإيقاف القمع ولجأ إلى الباب الذي لطالما يهرب منه وهو الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق لن تفرز أي نتائج ولن تحاسب أي أحد، مستنكراً محاولات الحكومة لكسب وتضييع الوقت وصولاً إلى الانتخابات.
ورأى الطائي أن التظاهرات ستسمر والغضب الشعبي يتنامى تجاه الحكومة والطبقة السياسية لأن أسباب الفشل والفساد وعبث الميلشيات لا تزال بدون معالجة حقيقية، محذراً من أن “الحلول الترقيعية” ستخفف التظاهرات لبعض الوقت ثم تتجدد مع انتهاء مفعولها.
وكانت العاصمة العراقية بغداد شهدت أمس الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، احتجاجات واسعة للضغط على السلطات لملاحقة المتورطين في قتل مئات المحتجين والناشطين منذ بدء الحراك الشعبي بالبلاد في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وواجهت قوات الأمن العراقية المظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد، بعنف وفرقتها بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط قتيلين و26 جريحا وفق وثيقة صادرة من وزارتي الصحة والداخلية اليوم الأربعاء 26 مايو/أيار 2021.
تعليق واحد
تجري على العراق ترتيبات من الاستعمار الجديد الفرعوني الذي لا يزال صاحب القرار الأول و الأخير ، و من هذه الترتيبات أن يكون هو القائد الأعلى له معاونين من الفرس و له و لهؤلاء مطايا من العرب . من أهم مواصفات المطية أن يكون متدني الذكاء و لا يتقن الإدارة أو رعاية شؤون الناس و غير أمين على المال العام “أي لص” . زعم بول بريمر أن بلده احتلت العراق لمعالجة خطأ ألف عام و أوضح أن الخطأ تمثل في تحكم “السنة” في ذلك البلد ، و تلاعب بالأرقام لتقليل عدد “السنة” ، و منذ هذا الاحتلال المباشر كانت هنالك حملات تطهير عرقي و تهجير منهجية للعنصر “السني” لتغيير التوزيع السكاني.
النتيجة أن العراق – منذ أكثر من 17عام – بلد ازداد فيه التخلف و الرجوع إلى الوراء و سوء الخدمات على كافة الأصعدة ، أي أنه صار بلداً فاشلاً بمعنى الكلمة .
سيبقى الوضع في العراق في حالة تدهور مستمر ، و لن يصلح إلا إذا تحرر من سيطرة الفرعون المغرور بقوته “الظان أنه الرب الأعلى” و من معاونه أو الأدق عميله الفارسي . المراهنة على المطايا العرب “الأدوات ذوي المناصب الفارغة ” لن تفيد في شيء و لو ارتدوا العمائم و أطلقوا اللحى الطويلة !