شدوى الصلاح
قال رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو الأمانة العامة لرابطة علماء المسلمين الدكتور الحسن بن علي الكتاني، إن انتصارات فلسطين، وما تخلل الأحداث الماضية من دعم شعبي مغربي ومسيرات خرجت بطول البلاد وعرضها، يحرج الحكومة المغربية المطبعة مع إسرائيل.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى تضامن كثير من المغاربة نصرة المسجد الأقصى ونصرة أهل فلسطين، لافتاً إلى أن الدولة اضطرت للسماح بهذه المسيرات بعد الزخم والغضب الذي انتاب أهل المغرب، إلا أنها منعت العديد من الوقفات واعتدت عليها بالضرب.
وأضاف الكتاني، أن رغم ذلك استمرت غالبية الوقفات وخرج الناس وتفاعل الشباب كثيراً، قائلاً إن هذا الأمر ما كان يحدث لولا معركة سيف القدس، التي كانت أشبه بصحوة أو صدمة كهربائية جعلت أهل المغرب يستيقظون، ونأمل أن تكون هذه الأحداث مغيرة.
وأكد أن الأحداث الأخيرة جعلت الكثير يتحدثون عن رفضهم للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي أقرته الحكومة المغربية رسمياً في ديسمبر/كانون الأول 2020، رغم أن الغالبية كانت صامته إلا قلة قليلة من بعض المفكرين وذوي الرأي.
ولفت الكتاني، إلى أن سفير الاحتلال الإسرائيلي أو القائم بالأعمال الإسرائيلي في المغرب خرج من البلاد في أعقاب انطلاق المعارك بين المقاومة والاحتلال خلال الفترة الماضية، دون أن يحدد موعداً لعودته، قائلاً إنها إشارة طيبة.
وأضاف أن التعاون المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي ليس جديد ويحتاج وعي أهل المغرب، لأن تغلغل اليهود بالمغرب عميق وقد أدى إلى التأثير على بعض قطاعات الشعب، وهناك بعض التيارات المنحرفة تناصر اليهود ضد الفلسطينيين وتعلن ذلك وترى اليهود لها أقرب.
وحذر رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو الأمانة العامة لرابطة علماء المسلمين، من أن هذه الفئة بالرغم من أنها قليلة لكن وجودها خطير لأنها أشبه بحصار داخل البلد وعل ظهورها يركب هؤلاء ويمكنهم من تنفيذ خططهم.
وأوضح أن المعارك الأخيرة مع الاحتلال في غزة التي كانت من أقوى الجولات دمرت وهم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ووحدت أهل فلسطين جميعاً من النهر للبحر، وأيقظت أهل فلسطين الداخل الذين يسمون عند بعض الناس بعرب إسرائيل.
وأضاف الكتاني، أن تلك المعارك أيقظت أيضا الشعوب الإسلامية وشعوب العالم كله ودفعته للتفاعل مع القضية الفلسطينية، لافتاً إلى تضامن كثير من الأوروبيين والأميركيين، وباقي الشعوب المستضعفة داخل تلك الدول، مثل السود الأفارقة الأميركين واللاتينيين، مع الفلسطينيين.
وأشار إلى رفض كثير من عقلاء الغرب لظلم اليهود لأهل فلسطين، وتعاطف بعض اليهود مع فلسطين، مؤكداً أن الجميع خارج فلسطين وداخلها استنكر ما يحدث ويرونه ظلم غير مقبول.
وتابع الكتاني: “صحيح أن أهالي الشيخ جراح لا زالوا مهددين بالطرد من منازلهم، ولا زال المستوطنين المجرمين يدنسون الأقصى بحماية اليهود، وما تسبب بالحرب كلها لا زال قائماً، إلا أن الحرب كانت جولة وستتبعها جولات أخرى بلا شك”.