شدوى الصلاح
قال الكاتب والإعلامي العراقي عمر الجنابي، إن الإعلام العراقي لم يكن على مستوى الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها البلاد أمس الأول وما تبعها من اعتداء عليها وسقوط قتلى وجرحى، مستنكراً غيابه عن المشهد وعدم نقله للأحداث بالصوت والصورة رغم توثيق المتظاهرين لها.
وأوضح في حديثه مع “الرأي الآخر”، أن الإعلام العراقي مشكلته أنه غير مستقل ومنقسم لثلاثة أقسام، الأول حكومي متمثل في شبكة الإعلام العراقي، وهي تمثل رأي وصوت الحكومة أو السلطة الحاكمة.
وبين الجنابي، أن القسم الثاني من الإعلام العراقي يعرف باتحاد الإذاعات الإسلامية وهي مجموعة وسائل إعلام يديرها اتحاد الإذاعات وهي قريبة من الخط الإيراني، مشيراً إلى أن القسم الثالث هو وسائل الإعلام الحزبية، التابعة للأحزاب والجهات السياسية.
وأكد أن التقارب الدولي مع السلطة والنظام في العراق أثر أيضا على الإعلام والتغطية الإعلامية وخصوصاً بوسائل الإعلام المؤثرة عربياً وإقليمياً، مما أدى إلى التستر على الانتهاكات بشكل مخزي والتأثير على المهنية والأداء الصحفي والإعلامي مع ما حدث يوم أمس في بغداد تحديداً.
وشدد الكاتب والإعلامي العراقي، على أن المتظاهرين كانوا سلميين وهناك مقاطع فيديو تؤكد أن الأجواء كانت ودية جداً بينهم وبين قوات الأمن، وكانت التظاهرات مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين لكن قوات الأمن كان لديها توقيت لفض التظاهرات في السابعة مساءً.
وأضاف: “لدينا صور ومقاطع فيديو تؤكد أن القوات الحكومية التابعة لوزارة الداخلية وقوات حفظ النظام ومكافحة الشغب، أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر تجاه المتظاهرين مما تسبب في استشهاد إثنين، وإصابة العشرات.
وتابع الجنابي: “كذلك اعتدت القوات بالضرب على بعض المتظاهرين مما تسبب أيضاً في كسور، واعتقلت عدد أخر من المتظاهرين”، مؤكداً أن كل ذلك وقع في ظل غياب صحافة وإعلام حر وتغطية لتداعيات هذه الاعتداءات.
واستنكر عدم إصدار بعثة الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية الأخرى لأي بيان بشأن القتل والقمع الذي حصل، مستهجناً عدم إصدار أي جهة داخلية أو خارجية بيان يدين ما فعلته قوات الأمن العراقية وما تعرض له المتظاهرين.
وأعرب الإعلامي العراقي، عن أسفه من معاناة العراق من مشكلة أيضا في القضاء، وفي الأمن، وفي السلطة، وفي كلّ الجّهات، محملاً مسؤولية ما حدث للمؤسسات الإعلامية والأمنية والنظام السياسي والمجتمع الدولي، واتهمهم بالتورط في الأحداث.