شدوى الصلاح
قال الضابط السوري المنشق العقيد خالد قطيني، إن استضافة السعودية لوزير السياحة التابع للنظام السوري محمد مرتيني، خلال الاجتماع الـ47 للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط أمس الأول الثلاثاء، “غير لائق”، مستنكراً استقبالها لأزلام القاتل بشار الأسد.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن وزير السياحة السوري سبق وشارك في سنوات سابقة في اجتماعات اللحنة، محملاً المسؤولية كاملة لدعوة أركان النظام السوري للأمم المتحدة التي لا زالت تعترف به وتمنحه شرعية دولية عبر إتاحة مقعد له ضمن قبتها وتحت مظلتها.
وأضاف قطيني أن أتباع نظام الأسد حتى ولو برتبة طرطور صغير لا قيمة له فعلياً على الصعيد الدولي والإقليمي يبقى حاملاً صفة اعتبارية وممثل للحكومة غير الشرعية المجرمة بنظر السوريين، لافتاً إلى أنهم مطرودين أصلاً من الجامعة العربية ومحاصرين بعقوبات قيصر.
وتساءل: “ماذا سيقدم وزير السياحة؟ وماذا يفعل في المملكة التي تعلن رفضها عودة العلاقات إلا بعد تنفيذ قرارات جنيف ٢٢٥٤ التي تفضي برحيل هذه الطغمة الحاكمة وتشكيل هيئة حكم انتقالي والتي تؤكد وقوفها لجانب مطالب وثورة الشعب السوري”.
وتابع قطيني تساؤلاته: “لكنها من جانب آخر تجرح مشاعرهم عندما توجه دعوة لوزير سياحة المجرم وتقبل استضافته على أراضيها، ألا تدرك المملكة وتعرف حق المعرفة بأن في سوريا لم يبقى شيء على حاله؟ فعن أي مؤتمر إنعاش للسياحة يشارك بها وزير سياحة أسد؟”.
وأشار إلى أن ثلاث أرباع البلاد مدمرة ونصف الشعب يعيش على المنفسة ويقفون بالمئات على طوابير الذل والحاجة والجوع داخل مناطق سوريا المحتلة من قبل نظام الأسد، مع ميلشيات إيرانية طائفية وشرطة عسكرية ومرتزقة روس.
واستطرد قطيني: “في سوريا لا يوجد قطاع سياحي فبشار الأسد دمر مسارح درعا وقصف آثار تدمر وهدم الجسر المعلق في دير الزور وحرق الكثير من المعالم الأثرية وسمح بسرقتها وبيعها للخارج بالتعامل مع سماسرة ومافيات دولية هو نظام قاتل للحضارة والثقافة والسياحة”.
وأشار الأسد كان مشغول طوال عشرة سنوات ماضية في قتل السوريين، لافتاً إلى أن المملكة تمهد ببعض الانفتاحات والابتسامات الصفراء لحكومة الأسد بشكل غير مباشر على أنها تسعى من ذلك لتغيير سلوكه وسحبه من الحضن الإيراني، محذراً من أن هذا خطأ فادح وتهور كبير.
وأكد قطيني: “لا يمكن إصلاح ما أفسده الدهر ومن يتآمر على العرب منذ نشأته ولذا لا أتفق كثيراً بأن مثل هذه اللقاءات ستكون مقدمة لتطبيع العلاقات مع المجرم الأسد”، لافتاً إلى وجود رسائل تودد من طرف العصابة الأسدية عبر الإمارات وسلطنة عمان إلى السعودية.
وأشار أيضا إلى وجود ضغوط روسية وإيرانية تمارس على المملكة، موضحاً أن هناك عدة أسباب تمنع ذلك منها الفيتو الأميركي وتشريعات وقوانين الكونغرس التي تجعل أي اتصال مع حكومة الأسد أو حتى رفع العقوبات عنه من المستحيلات”.
ولفت قطيني إلى وجود عقبة الرأي الغربي الرافض لأية محاولة لتعويم مجرم الحرب بشار الأسد الذي أضحت جرائمه في كل بيت وعلى كل شاشة، مما يجعل المملكة مترددة وصابرة على الضغوط قبل أي تحرك غير محسوب العواقب ونتائجه كارثية.
وأعرب عن أمله أن تعي القيادة في الرياض أنه مصلحتها مع الشعب السوري وليس مع زعيم عصابة لا مكان له ولا مستقبل ولو طبع معه الشرق والغرب لن يكون مكانه إلا تحت التراب أو في أقفاص المحاسبة في المحاكم الدولية.
ورأى قطيني، أن الظروف الدولية تغيرت ولم يعد الحكام العرب فاعلين بالملف السوري إلا إذا تواصلوا بشكل حقيقي مع الشعب السوري ودول الإقليم فيما يخدم رحيل الأسد، وليس خروج إيران مقابل بقاءه، لأن هذا لن يتحقق ولن يقبل به أحد وأولهم السوريين.