شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون مدير مؤسسة فيميد للإعلام، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة المقرر منحها الثقة من قبل الكنيست الأحد المقبل 13 يونيو/حزيران 2021، تعيش حالة تناقض وتشمل يمين ويسار ووسط.
وأشار في حديثه مع الرأي الأخر، أن الحكومة الجديدة التي سيرأسها رئيس حزب يمينا نفتالي بينيت، وزعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لبيد بالتناوب، لا تحتكم لأي برنامج موحد ولا تتفق على أي سياسات خارجية أو داخلية إسرائيلية وليس لديها أي رؤية للتعامل مع الضفة وغزة أو حماس أو الدول العربية.
ووصف المدهون، الحكومة الإسرائيلية الجديدة بحكومة المتناقضات، لوجود فريق يريد ضم الضفة الغربية وهناك من ينادي بحل الدولتين، مؤكداً أنها حكومة غير مستقرة ولن يكتب لها الاستقرار ولن تصمد أكثر من 6 أشهر في حال تم إقرارها من قبل الكنيست.
وتوقع انسحاب أياً من أطراف الحكومة في حال تفجير أي قضية خلافية، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعاني اليوم فراغ سياسي واضطراب في الحالة السياسية الداخلية، وغياب القيادة الإسرائيلية والاستقرار السياسي وهذا أحد عوامل الضعف والتهاوي لدي الاحتلال.
وأوضح المدهون، أن أكثر المستفيدين من إقرار هذه الحكومة هو بينت لأنه سيبقى على رئيساً للوزراء حتى في حال فشل هذه الحكومة، مؤكداً أن أكثر الخاسرين هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سيرفع عنه الغطاء ويسهل توجيه الاتهامات له بعد 12 عاما على الكرسي.
وأضاف أن نتنياهو الذي ترأس جميع الحكومات منذ 2009، من الصعب أن يستسلم لأنه خروجه من الحكومة يعني اقتياده للمحاكمة وتوجيه تهم الفساد له وفتح ملفاته، لهذا سيحاول العودة وتحقيق أمل الحكومة وسيبقى مشاكساً للذهاب إلى انتخابات جديدة.
وعن ما كشفه الإعلام الإسرائيلي مؤخراً عن نقل الاحتلال رسالة للرئيس الأميركي جو بايدن مفادها أن الحكومة الجديدة تعتزم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لدفع عجلة “حل الدولتين”، قال الكاتب الفلسطيني، إن الاحتلال لا يملك سياسة موحدة تجاه المفاوضات.
وأضاف أن هذه الرسالة التي وجهت لبايدن من أجل تخفيف وطأة أثار معركة سيف القدس التي هزم فيها الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، لافتاً إلى أن بينيت معني بضم الضفة الغربية ويتبنى حلها وهناك أحزاب متطرفة داخل الحكومة لا تقبل بحل الدولتين ولا العملية السياسية.
وتابع: “لذلك لا يوجد بيئة إسرائيلية اليوم يمكنها مساندة هذا التوجه السياسي، بالإضافة إلى أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على الذهاب إلى عملية سياسية بعد صفقة القرن وثلثي الضفة تحت الاستيطان والقدس”.
واستطرد الكاتب والمحلل الفلسطيني: “بالإضافة إلى أن الواقع الفلسطيني يحتاج إلى ترتيب لأن السلطة الفلسطينية لم تعد قادرة على اتخاذ القرار وحدها بعد معركة القدس وبروز قيادة المقاومة والالتفاف الشعبي والجماهيري خلف حركة المقاومة حماس”.
وأكد أن ذلك يحتم قبل البدء بأي مفاوضات ترتيب البيت الفلسطيني وإدخال حماس لمنظمة التحرير حتى تستطيع التحدث باسم الشعب، معتبراً رسالة الاحتلال لبايدن رسالة خبيث تلقي بها الكرة في ملعب القيادة الفلسطينية والفلسطينيين لكنها لن تنطلي على الشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن رئيس الكنيست ياريف ليفين، أعلن التصويت على منح الحكومة الجديدة الثقة الأحد المقبل 13 يونيو/حزيران 2021.
ويتناوب زعيم حزب “هناك مستقبل” الوسطي المعارض يائير لابيد، وزعيم حزب “يمينا” اليميني نفتالي بينيت، على رئاسة الحكومة، التي ستضم عددا كبيرا من الأحزاب اليمينية والوسطية واليسارية والقائمة العربية الموحدة، برئاسة منصور عباس.