شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الأمني الفلسطيني عبدالله العقاد، في أعقاب تصويت الكنيست على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إن الاحتلال يبدأ الأفول، وبات الشعب الفلسطيني والمقاومة أقرب لتحقيق أهدافهم بالعودة وتطهير المقدسات وتقرير المصير.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة كله تناقض ولا يوجد لها برنامج إلا إسقاط رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وما أن تفعل ذلك ستدخل هي ذاتها في حالة تنافر، مؤكداً أن هذا مصير كل محتل غاصب.
وأكد العقاد، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة حال تشكلها ستكون مجرد حكومة احتلال لا يوجد بها جديد إلا أنها عبارة عن كوكتيل من التناقض مجتمع لهدف واحد وهو إسقاط نتنياهو، ومعنى إسقاطه إسقاط أخر الأحزاب اليمنية الكبيرة بعد تفتت حزب العمل.
وأشار العقاد، إلى أن الشارع الصهيوني يرى أن الحكومة الجديدة لن تعمر، وستبقى ضعيفة وهشة، وستعلم أن غزة والقضية الفلسطينية ساحة مخسرة خسر فيها نتنياهو معركته وسيتجنب الجميع المواجهة مع غزة ومع حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن المشهد الفلسطيني يظهر الاحتلال بعد المعركة الأخيرة وهو واقع تحت تأثير ردع المقاومة، لافتاً إلى أن هذا ما كشفت عنه استطلاعات الرأي بأن الأغلبية يخشون أن تسير مسيرة الأعلام، التي كانوا يعتبرونها شأن خاص تتم بشكل اعتيادي.
وتابع الخبير الأمني، أن الاحتلال يأخذ بعين الاعتبار تهديد المقاومة في حال نفذت المسيرة واحتكت بأماكن معينة، فإنها ستكون بمثابة تفجير جديد، مشيراً إلى أن تدارس أعلى الهيئات الإسرائيلية للمسيرة واجتماعها عدة مرات يثبت تأثير المقاومة على المشهد السياسي الصهيوني.
واستطرد: “لذلك المقاومة أصبحت لا تطيق التسويف والتأخير في مطالبها، ولا سيما في تحقيق نوع من العدالة يشعر أهالي غزة أن حقوقهم تنجز، وكذلك الأمر في القدس والشيخ جراح وسلوان وغيرها من الأحياء المهددة بالإجراءات العقابية التي يمارسها الاحتلال”.
ولفت العقاد، إلى أن ذلك ينطبق أيضا على المسجد الأقصى وكف يد الاحتلال يده عنه وردع المستوطنين من اقتحامه، وكذلك الأمر للضفة الغربية حيث يتم الاعتداء على مزيد من الأراضي ومضايقة الأهالي والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال صباحا ومساءا.
وأكد أن ما تطرحه المقاومة اليوم يعكس حالة من الجدية لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، ليتم إصلاح كل المسار السياسي ورأب فتق أي ضعف في الوحدة الوطنية من قبل قلة محتكرين للقرار السياسي، مشدد على أن الإصلاح يبدأ من الرأس وهي منظمة التحرير.
يشار إلى أن الكنيست الإسرائيلي بدأ منذ قليل جلسته الخاصة للتصويت على الحكومة الجديدة، وتعهد نفتالي بينيت، زعيمُ حزب يمينا ورئيس الوزراء المحتمل، إن حكومته ستدعم الاستيطان وستحافظ على وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية.
وتحتاج الحكومة الجديدة إلى تصويت 61 نائبا على منحها الثقة من أصل 120 في الكنيست، وهو ما يرجح حدوثه خبراء ووسائل إعلام في إسرائيل.
ويتصدى نتنياهو الذي يحكم إسرائيل منذ 12 عاما متتالية، للتصويت على الحكومة الجديدة قائلاً قبل دقائق من بدء التصويت إن “حكومة لا تستطيع أن تقف بقوة أمام المجتمع الدولي في الأمور التي تحسم وجودنا لا تستحق أن تقود إسرائيل ولو ليوم واحد وهذه هي الحكومة القادمة”.