صادرت السلطات الأمريكية نحو 30 موقعا إيرانيا بما في ذلك منافذ إخبارية تديرها الدولة، في خطوة من المرجح أن تؤجج التوترات قبل المحادثات النووية المتوقع استئنافها الشهر المقبل.
وقال مسؤول أمريكي لوكالة أسوشييتد برس إن غالبية المواقع مرتبطة بجهود “التضليل” الإيراني.
وظهرت إشعارات على قناة برس تي في الإيرانية و”العالم”، بالإضافة إلى موقع قناة المسيرة التابعة لحركة الحوثي اليمنية، كُتب عليها: “هذا الموقع تم الاستيلاء عليه من قبل حكومة الولايات المتحدة وفقا لأمر ضبط”.
وذكرت مصادر أن المواقع الإلكترونية أُزيلت في عملية مشتركة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكتب الصناعة والأمن، ومع ذلك، لم تؤكد أي وكالة بشكل مستقل صحة ذلك.
كما ذكرت شبكة CNN أنها تلقت تأكيدات بأن الولايات المتحدة كانت وراء عمليات المصادرة.
ووفقًا لمسؤولين لم يكشف عن أسمائهم، استولت الولايات المتحدة على ما يقرب من ثلاثين موقعًا على شبكة الإنترنت، كان معظمها مرتبطًا بـ”جهود التضليل الإيراني”.
وقالت مرزية هاشمي، مقدمة البرامج البارزة لقناة برس تي في إن القناة كانت على علم بالمصادرة لكن ليس لديها مزيد من المعلومات.
وأضافت “نحن نحاول فقط معرفة ما يعنيه هذا”.
ونشرت وكالة الأنباء، في منشور لها على موقع تويتر، لقطة شاشة للرسالة التي ظهرت على موقعها على الإنترنت يوم الثلاثاء، قائلة إنها “تبدو وكأنها عمل منسق” حيث ظهرت رسالة مماثلة على مواقع “إيرانية وإقليمية أخرى وشبكات التلفزيون”.
وتقول اللافتات إن المواقع الإلكترونية قد تمت مصادرتها بموجب قوانين الولايات المتحدة التي تسمح بالمصادرة المدنية والجنائية للممتلكات المتورطة في “الاتجار في تكنولوجيا أو مواد أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية أو إشعاعية، أو تصنيع أو استيراد أو بيع أو توزيع مادة خاضعة للرقابة”، بالإضافة إلى مجموعة القوانين التي تتعامل مع السلطة الرئاسية بشأن “التهديدات غير العادية” و”الإعلان عن حالات الطوارئ الوطنية”.
تم إطلاق قناة برس تي في في يوليو 2007، وهي قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية تعمل تحت هيئة الإذاعة الإيرانية، وكالة الإعلام الحكومية في طهران.
وتم فرض عقوبات على الهيئة من الولايات المتحدة منذ عام 2013 – وظلت كذلك حتى بعد الاتفاق النووي في عهد أوباما – بموجب قانون أمريكي يمنح وزارة الخزانة الأمريكية سلطة تحديد أولئك الموجودين في إيران الذين يقيدون أو يرفضون التدفق الحر للمعلومات إلى أو من الشعب الإيراني، لكنها برس تي في بقيت تعمل رغم ذلك.
وأصدرت قناة المسيرة الحوثية بيانًا يتهم الولايات المتحدة بالاستيلاء على موقعها “دون أي مبرر أو إشعار مسبق”.
وقالت القناة إن “الاستيلاء على موقع المسيرة نت ومواقع أخرى حليفة يكشف مرة أخرى خداع شعارات حرية التعبير التي تروج لها أمريكا. نحن ندين هذه القرصنة الأمريكية”.
كما طال الإغلاق الأمريكي موقع قناة “فلسطين اليوم”، التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، والتي تبث من بيروت.
وفي العام الماضي، حظرت وزارة الخزانة الأمريكية وصادرت اسم المجال الرسمي لصحيفة “إيران” الحكومية الإيرانية.
وفي عام 2012، قالت نيكول نافاس المتحدثة باسم الهجرة والجمارك إن الحكومة الأمريكية لديها سلطة مصادرة أي موقع ويب ينتهي بـ .com أو .net أو .org لأن الشركات التي لديها عقود لإدارة المواقع تستند إلى القواعد الأمريكية.
وتأتي عمليات الإزالة في الوقت الذي تكافح فيه القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وبعد أيام فقط من فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات.
وكان رئيسي قال يوم الاثنين إنه لا توجد “عقبات” في طريق استعادة العلاقات مع السعودية، خصم إيران الإقليمي، لكنه استبعد احتمالات الاجتماع مع الرئيس جو بايدن أو التفاوض بشأن برنامج طهران للصواريخ الباليستية.