شدوى الصلاح
قال المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد الركن مصطفى فرحات، إن التصعيد العسكري المستمر من النظام السوري على مناطق وقف التصعيد، تحريك للمياه الراكدة، ويهدف إلى الوصول إلى طرق M4، ودفع السوريين للعودة لحضن النظام، والضغط على تركيا لفتح المعابر.
وأضاف في حديثه مع “الرأي الآخر”: “نحن نعلم أن النظام وبعد إعادة تدويره من قبل الحلفاء خاصة الحليف الروسي، يعمل على إعادة المنطقة التي تربط اللاذقية بين حلب، والتي تمتد إلى الحسكة شمال شرق البلاد أو ما يسمى بالطريق M4 الرابط بين شمال شرقي سوريا ومناطق الداخل والساحل.
وأشار فرحات، إلى أن النظام يصدر عبر دعايته أو الحرب النفسية أنه يعمل على استعادة كافة المناطق بروايات ليس لها أصل في الواقع، بسبب عوامل عدة منها السياسي المرتبط بالتوازنات الدولية، وعوامل عسكرية.
ولفت إلى وجود قوات عسكرية تركية في الشمال السوري لديها قوة قادرة على خوض أعمال قتالية ومعززة بكافة أنواع الأسلحة والذخائر، ويشكل وجودها عقبة أمام تقدم قوات النظام وداعميه.
وتابع فرحات: “يؤدي القيام بعمل عسكري في الشمال السوري في ظل وجود ملايين المهاجرين إلى كارثة إنسانية، وسيضطرهم إلى عبور الحدود مع تركيا ومن ثم الوصول إلى الدول الأوروبية، وهذا ما لا يريده الاتحاد الأورربي ولا الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولي”.
وأكد أن هدف النظام السوري يقتصر حالياً على الوصول إلى الطريق M4، ويتبعه العديد من الأهداف الأخرى، منها إحداث الفوضى في الشمال السوري، ودفع الناس لليأس ظناً أن ذلك سيدفعهم للرجوع إلى حضن النظام “المجرم”، ويخضع لمشيئة النظام.
وتوقع المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد الركن مصطفى فرحات، أن يعلن النظام حينها انتصاره ويفرض على المجتمع الدولي أمر واقع، وكأنه انتصر وحقق ما يريد.
وذكر بفتح النظام للمعابر أكثر من مرة والتواصل مع وسائل الإعلام للترويج لذلك ظنا منه أنه يحاول إعادة الناس، لكنهم صمدوا ورفضوا العودة في وجود قوات احتلال سواء من إيران أو النظام أو الروس، لأنهم يشكلوا خطرا على حياتهم، إذ يفضلون العيش بالخيام على العودة.
وبين فرحات، أن من أهداف تصعيد النظام أيضا قبل تصويت مجلس الأمن على فتح المعابر وحصرها بيد النظام، كما يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إرسال رسالة ضغط على تركيا بالدرجة الأولى لتقوم بفتح معابر من محافظة أدلب باتجاه مناطق النظام.
واستطرد: “نعلم أن المقارنة اليوم بين المواطن السوري بالشمال والآخر الذي يعيش تحت سطوة الحكم السوري، أصبحت تؤرق النظام والجانب الروسي أيضا، فرغم بؤس الخيام والتهجير يعيش المواطن السوري ومتوفرة له السلع والخدمات”.
وأشار فرحات، إلى أن السوريين بالشمال على الأقل لا يقفون بالطوابير للحصول على الخبز ويحصل على الغاز بأي وقت يريده، حتى الرعاية الصحية هي أفضل بكثير مما هي عليه بمناطق سيطرة النظام.
وأوضح أن هذه المقارنات تغيظ الجانب الروسي والنظام، خاصة الاستقرار بالعيش التي بدأ يشعر بها المواطنين، خاصة بعد وصول الكهرباء والمياه إلى قطاع كبير من الشمال المحرر عن طريق تركيا، فأصبحت الحياة تأخذ طابع لابأس به، بالإضافة إلى الخدمات التعليمية.
وجزم فرحات، بأن كل ذلك يدفع النظام لخلط الأوراق ومحاولة فرض فتح المعابر لتحقيق شبه توازن بالمعيشة، ليكون هناك حرية لحركة السلع والمنتجات بين المناطق الخاصة بالنظام والمحررة الخارجة عن سيطرته.
وتطرق إلى أن ذلك ما كان يريده بوتين وطلب من الطرف التركي وقايضه على عدم التصويت في مجلس الأمن على إيصال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” والحدود التركية، حيث تريد روسيا حصر المساعدات بيد النظام.
وأكد فرحات أن تلك المساعدات إذا وصلت ليد النظام فلن تطولها يد الجانب المحرر إلا القليل، قائلاً إن الفساد مستشري بالنظام إذ يقوم بسرقة المساعدات، فكيف به أن يقوم بالإشراف على قوت الناس”.
يشار إلى أن النظام السوري وداعميه يكثفون منذ أيام قصفهم المدفعي والصاروخي على مناطق خفض التصعيد شمالي البلاد، واستهدف جبل الزاوية ومحور الغابة وقرى المسطومة وسفوهن وفليفل وكنصفرة وبيلون.
وأسفر ذلك التصعيد الذي يخرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس/آذار 202، عن سقوط قتلى ومصابين، ومن جانبها ترد الفصائل المقاتلة باستهداف مواقع سيطرة النظام في مناطق محاذية.