وصلت عمليات الإجلاء القسري للفلسطينيين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى قاعة مجلس النواب الأمريكي، حيث دعت النائب ماري نيومان إدارة الرئيس جو بايدن إلى التدخل.
وحثت عضو الكونغرس نيومان، وهي ديمقراطية من إلينوي، بايدن على إنهاء تهجير العائلات الفلسطينية التي تواصل محاربة الطرد من القدس الشرقية المحتلة وبقية الضفة الغربية.
وقالت: “اليوم أترافع نيابة عن آلاف العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية التي تواجه احتمال طرد الحكومة الإسرائيلية لمنازلها وهدمها وتهجيرها”.
وأضافت “تلقينا أنباء عن البدء بالفعل تنفيذ أوامر هدم لمنازل في حي البستان في سلوان في القدس الشرقية”.
والبستان هو أحد الأحياء الفلسطينية الواقعة جنوب البلدة القديمة في القدس، وبجانب المسجد الأقصى، ويواجه سكانه الهدم الوشيك لمنازلهم من السلطات الإسرائيلية، لإفساح المجال أمام مشاريع الاستيطان.
وتلقت عشرين عائلة فلسطينية تقطن 17 منزلا في البستان أوامر هدم إسرائيلية.
واقتحمت القوات الإسرائيلية الحي، يوم الثلاثاء، ودمرت محل جزارة واعتقلت العديد من أفراد عائلة الرجبي – أصحاب المحل – وضربت السكان الآخرين بالهراوات.
ووفقًا للسياسة، طلبت السلطات الإسرائيلية من أصحاب محل الجزارة هدم المبنى بأنفسهم أو الاضطرار إلى دفع تكلفة مركبات الشرطة والجرافة التي ستنفذ الهدم، والتي قد تصل إلى 100000 دولار، لكن الأسرة رفضت.
كما شنت القوات الإسرائيلية حملة قمع على حركة الاحتجاج ضد عمليات الإخلاء، وأطلقت النار بأسلحة تفريق الحشود على المتظاهرين واعتقلت عددًا منهم.
وقالت نيومان “هذا خطأ. يجب أن تنتهي هذه الأزمة الآن. هذا يتعلق بحقوق الإنسان والكرامة والاحترام. إذا أردنا في أي وقت أن نحقق السلام في المنطقة – حل الدولتين الحقيقي – يجب أن يكون هناك تفاهم متبادل”.
وأضافت “أحث مرة أخرى إدارة بايدن على بذل كل ما في وسعها لوقف عمليات الإخلاء”.
ولطالما حاول الاحتلال إخلاء الفلسطينيين من منطقة سلوان، التي تشمل البستان ووادي الربابة وبطن الهوى ووادي حلوة، مع خطط لبناء سلسلة من المتنزهات السياحية، تحت ستار قصص توراتية مزعومة.
وطالبت منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى بوقف عمليات الطرد في سلوان.
وفي خطابها، أشارت النائب نيومان إلى أن حي الشيخ جراح في القدس الشرقية احتل عناوين الصحف في مايو/ أيار، حيث أمرت محكمة إسرائيلية بإخلاء 40 فلسطينيًا، من بينهم 10 أطفال، من منازلهم.
وأضافت نيومان “العائلات في الشيخ جراح والأحياء الأخرى واجهت مصيرًا مشابهًا. غدًا، سيواجه آخرون أيضًا”، مشيرة إلى النضال المشترك الذي يواجهه الفلسطينيون.
وتابعت “بعد الدمار وإراقة الدماء في الماضي، قبل بضعة أشهر، واستمرار حصيلة جائحة فيروس كورونا على العائلات الفلسطينية، لا يمكننا أن نسمح لعمليات الإخلاء والهدم والتهجير هذه بتفاقم هذه الأزمة الإنسانية”.
وانتشرت حركة الاحتجاج التي اندلعت ردًا على محاولات الاحتلال إجلاء العائلات في الشيخ جراح، عبر القدس المحتلة والضفة الغربية والمدن والبلدات في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي في مايو.
لكن تصاعد التوترات بعد ذلك، وقصف الاحتلال قطاع غزة، وقتل نحو 260 فلسطينيا، من بينهم 66 طفلا، فيما أدى قصف المقاومة الفلسطينية البلدات الإسرائيلية إلى قتل 13 إسرائيليًا.
وبينما شوهدت احتجاجات كبيرة ضد القصف الإسرائيلي لغزة في شوارع كل مدينة رئيسية تقريبًا في العالم، يُنظر إلى رد بايدن على العدوان الإسرائيلي على أنه فاتر للغاية، مما أثار انتقادات من المشرعين في حزبه وكذلك من نشطاء حقوق الإنسان.
وتحدث العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي لدعم حقوق الفلسطينيين في قاعة مجلس النواب خلال حملة القصف الإسرائيلية في مايو، وحثوا بايدن على اتباع نهج أكثر عدالة في التعامل مع الأزمة.
وأصدرت 140 مجموعة تقدمية بيانًا مشتركًا دعت فيه إدارة بايدن إلى التنديد بالجهود المبذولة لإجلاء العائلات الفلسطينية في القدس و “ممارسة أقصى ضغط دبلوماسي لمنع وقوع جرائم الحرب المحتملة هذه”.
وفي الأسبوع الماضي، وقع العشرات من أعضاء مجلس النواب الديموقراطيين على رسالة تدعو بايدن إلى التراجع عن “تخلي إدارة ترامب عن سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد” تجاه الكيان الإسرائيلي وفلسطين، بما في ذلك دعم حل الدولتين.