شدوى الصلاح
قال الخبير الفلسطيني الدكتور أحمد عطاونة مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، إن خروج رئيس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في الخارج خالد مشعل، على قناة العربية السعودية مؤشر على بداية تغيير في الموقف السعودي تجاه بعض الملفات في المنطقة.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن ظهور مشعل على قناة العربية السعودية من وجهة نظر أي حزب سياسي بما فيهم حماس يأتي في الإطار الطبيعي على اعتبار أن أي منصة إعلامية تتاح لتعبيرهم عن أراءهم وإرسال رسائلهم للجمهور لا تقاطع بل تستثمر.
وأوضح عطاونة، أن استضافت العربية قيادي من حماس في ظل موقفها الراهن، قد يكون مرتبط بجملة من التغييرات التي حدثت في المنطقة خاصة بعد وصول إدارة أميركية ديمقراطية للحكم برئاسة جو بايدن، مشيراً إلى أن الديمقراطيين يميلون إلى تسوية الملفات وليس حسمها.
وتوقع عودة الهدوء إلى جملة من العلاقات، خاصة في ظل وجود تقارب قطري سعودي وتقارب مصري قطري، وحديث أكثر هدوء بين السعودية وتركيا، وانفتاح سعودي على العراق وحديث عن وساطة مع إيران.
وتابع مدير مركز رؤية للتنمية السياسية: “يبدو أننا بمرحلة تسويات لهذه الملفات، ويأتي تسوية ملف العلاقة مع فلسطين وبالتحديد حركة حماس في هذا السياق”.
وعن تأكيد مشعل انتماء حركة حماس للإخوان رغم معاداة السعودية للإخوان، قال عطاونة: “اعتقد أن هذا ليس فيه جديد، حماس طوال الوقت تتكلم عن أن فكرها وانتمائها يعود للإخوان وأنها تنتمي إلى هذه المدرسة الفكرية”.
وأضاف: “رغم كل الخلاف بين حماس والكثير من الدول العربية، إلا إنها لم تغير من هذه اللهجة أبداً، وبقيت تؤكد على انتماءها لهذه المدرسة، لكن مشعل أكد خلال اللقاء على استقلالية حماس وأنها حركة تحرر وطني فلسطيني قرارها فلسطيني صرف وبيدها كما قال.
وأكد عطاونة أن موقف السعودية من الإخوان هو بالأساس موقف مخطأ من قبل عدد كبير من الأحزاب والسياسيين والمحللين، لأنه موقف لا يستند إلى حسابات دقيقة في المنطقة، وإنما جاء في لحظة انفعالية وربما استجابة للضغوطات الدولية في تلك اللحظة.
ورأى أن الرسالة التي أراد مشعل إيصالها وصلت، وهي أن حماس ليس لديها مشكلة في إقامة علاقات مع السعودية في أي وقت وهي أيضا ليست في محور محدد وإنما منفتحة على كل الدول العربية والإسلامية.
واختتم عطاونة قائلاً: “لذلك أظن أن التغيير إذا كان لنا أن نقرأ أن هناك تغيير، فهو يرجع إلى صاحب القناة ومالكها وأقصد هنا السعودية أكثر منه في تغيير موقفها تجاه حماس”.
يشار إلى أن قناة العربية السعودية استضافت أمس الأول الأحد 4 يوليو/تموز 2021، خالد مشعل، ودعا خلال اللقاء السعودية إلى فتح أبواب العلاقة مع حركته، والإفراج عن الموقوفين الفلسطينيين في سجونها.
ويأتي ذلك بعدما وصلت العلاقة بين السعودية وحماس لأسوأ مراحلها، إذ دأبت قناة العربية على مهاجمة الحركة ووصمها بالإرهاب، واعتقلت السلطات قيادات بارزة في الحركة منهم محمد الخضري ونجله.