شدوى الصلاح
قال المحلل السياسي اليمني رشاد علي الشرعبي رئيس مركز التدريب الإعلامي والتنمية، إن تحرير محافظة البيضاء “المنسية إعلامياً” من يد جماعة الحوثي المسلحة المدعومة إيرانياً، يدل على الإعداد الجيد لخوض المعركة من قبل الجيش الوطني والتشكيلات العسكرية.
وأثنى في حديثه مع الرأي الآخر، أيضا على دور أبناء المناطق المحررة بالبيضاء الذين عانوا الأمرين من هذه الميليشيا، وتصدروا المشهد وخاضوا المعارك ضد الميلشيا ولا زالوا حتى اليوم، موضحاً إلى أن المؤشرات تؤكد تراجع الحوثي وهزيمتها في هذه المناطق منذ ثلاثة أيام.
وأشار الشرعبي، إلى أن الحوثي معتادة على خوض المعركة من جبهة واحدة، لكن حينما فتحت أمامهم أكثر من جبهة في أكثر من محافظة لاحقتها الهزائم، كما حدث قبل شهرين أيضا في تعز، إذ كانت تخوض معارك مأرب وبدأت معركة تعز وانتصرت قوات الجيش الوطني.
وأوضح أن للبيضاء أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يحيط بها ثمان محافظات وتربط بين محافظات الشمال والجنوب والشرق، وتمثل قلب اليمن، وبها كتلة سكانية لها عداء تاريخي مع الحوثي تمتد جذورها إلى المشروع الإمامي الذي حكم جزء من اليمن في القرون الماضية.
وأضاف الشرعبي أن انتصارات البيضاء سيكون لها تأثير في معركة مأرب لحماية أبين وشبوة ولحج والضالع، وسيكون لها تأثير كبير من الناحية العسكرية ومن الناحية المعنوية للانطلاق نحو محافظة ذمار ومنها إلى صنعاء وبالتالي يكونوا بالقرب من العاصمة صنعاء.
واستنكر استغلال ميلشيا الحوثي موضوع الإرهاب، وما يتعلق بالجماعات المتطرفة بالقاعدة وداعش في معركتها ضد اليمنيين وخاصة في محافظة البيضاء، واتهمت واشنطن بدعم وتحريك القاعدة وداعش هناك.
وبين الشرعبي، أن هناك مجموعة من الجماعات كانت النظام السابق يستخدمها، وكان جزء منها يتبع القاعدة وداعش، ولكن في محافظة البيضاء كان لميلشيا الحوثي الادعاء أنها تضرب هذه الجماعات وهذا ما حاولت أن تلعب به أمام المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن ما ثبت لاحقا أن هناك تكامل كبير ودور للجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة والحوثي المدعومة من إيران، وثبت ذلك في مديرية القريشية من خلال إفراج الحوثي عن سجناء كانوا في السجن السياسي في صنعاء.
وأشار إلى أن الحوثي سمح لهم بالتحرك تجاه البيضاء لخوض المعركة بجانب الحوثي ضد القوات الحكومية والمقاومة الشعبية من أبناء محافظة البيضاء، مؤكداً أن هذه الجماعة معروفة باستخدام الأوراق لصالحها.
وعن ضعف التغطية الإعلامية لما شهدته محافظة البيضاء، قال الشرعبي: “البيضاء تسمى بين الناشطين والإعلاميين المحافظة المنسية، باعتبار أنه تم وصفها بالإرهاب منذ البداية والتغطية عليها لتركها لميلشيا الحوثي التي تضرب أبناء هذه المحافظة والمقاومة الشعبية فيها”.
واعتبر أن الإعلام كان له دور في ذلك لعدم التركيز عليها وإغفال ما يحدث فيها من جرائم من قبل ميلشيا الحوثي الإرهابية، حتى الجماعات الإرهابية يتم التركيز على أمور معينة في التناول الإعلامي لكن لا تزال المحافظة منسية ولا يتم تغطية أخبارها إعلاميا بشكل جيد.
يشار إلى أن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تمكنت خلال عملية النجم الثاقب العسكرية التي أطلقتها الجمعة 2 يوليو/تموز الجاري وما زالت مستمرة حتى اليوم، من تحرير العديد من المواقع المهمة والمدن والمرتفعات الاستراتيجية بمحافظة البيضاء من قبضة جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر عليها منذ 2015.