شدوى الصلاح
قال المحلل السياسي اللبناني علي الأمين، إن تحميل رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، في خطابه أمس الأول 6 يوليو/تموز 2021، المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في لبنان، ودعوته إلى القيام بعملية إنقاذ لبنان، تنصل من مسؤولية انهيار لبنان وتدهور أوضاعها.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن هذا ما عكسته مواقف السفراء الذين حضروا خطاب رئيس الحكومة واجتمعوا معه قبل إلقاء خطابه، إذ قابله رد عنيف من السفيرة الفرنسية التي اعتبرت أن المسؤولية ليست للمجتمع الدولي، إنما مسؤولية السلطة وعليها القيام بواجباتها.
وأشار الأمين، إلى أن مشكلة لبنان مطروحة منذ انفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020، واستقالة الحكومة وفشل تشكيل الحكومة الجديدة التي يبدو أن منظومة ما تسمى بالسلطة التي تحكم لبنان، لا تريد تشكيلها إما لحسابات سياسية، أو عجز فعلي عن تشكيل الحكومة.
وأضاف: “في كلا الحالتين الأمر يقع لبنان بالدرجة الأولى، وعلى السلطة مسؤولية تشكيل الحكومة، علما بأن الانتفاضة التي قامت في لبنان أواخر 2019، عبرت عن رفض مطلق لهذه المنظومة الحاكمة ودعت إلى تغييرها، ولم تنجح في تحقيق ذلك، ولا زالت المطالب قائمة”.
ورأى الأمين، أن المشكلة قائمة ومستمرة في مسألة تشكيل الحكومة، لافتاً إلى وجود حديث غير محسوم عن إمكانية اعتذرا رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري”.
وتابع: “ليس هناك مؤشرات على أن السلطة الحاكمة لديها إرادة سياسية لتغير سلوكها وسياستها في إدارة البلاد، لإدراكها أن هذا يعني انتحارها، وبالتالي هي قائمة على الزبانية على نظام مصالح الفساد، وتخليها عن هذا النظام يعني تهميش دورها، وهي لن تقوم بهذا الأمر”.
يشار إلى حسان دياب، قال إن بلاده وشعبه “على شفير الكارثة” ودعا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان، ومنع زوال لبنان.
وأضاف أن تشكيل الحكومة يجب أن يعطى الأولوية، وأنه لم يعد مقبولاً الدوران في “الحلقة المفرغة” حكوميا، وأن طريق إنقاذ لبنان هو تشكيل الحكومة، وبعد ذلك التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وأكد أن لبنان يعبر نفقا مظلما وأن الأزمة بلغت حدود المأساة، وتدفع الأمور نحو كارثة كبرى، وقد يصبح لبنان أمام واقع مخيف.