وصل رئيس الاحتلال الصهيوني يتسحاق هرتسوغ، اليوم الأربعاء، إلى أنقرة في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد سنوات من تصدّع العلاقات بينهما.
واستقبل الرئيس الصهيوني في حفل رسمي بقصر الرئاسة التركي، كما سيلتقي في إسطنبول بأعضاء من الجالية اليهودية.
ليكون هرتسوغ، أول زعيم صهيوني يزور تركيا منذ عام 2008، وكانت آخر زيارة رسمية لرئيس صهيوني إلى تركيا في عام 2003.
وسبق وأعرب الرئيس التركي في فبراير/شباط الماضي، عن اهتمامه بزيارة هرتسوغ، المرتقبة إلى بلاده، قائلا إن “الخطوة التي سيتم اتخاذها في العلاقات التركية الإسرائيلية خلال هذه الزيارة ستنعكس على أبعاد أخرى لاحقا”.
وعلى الرغم من أن تركيا تطرح نفسها كمؤيّدا قويا للقضية الفلسطينية، إلا أنها تسعى إلى عودة وتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني.
وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات تقاربا بين تركيا والاحتلال الصهيوني، حيث تحدث أرودغان وهرتسوغ، عدة مرات منذ تنصيب الأخير في يوليو/تموز 2021.
وفي عام 2010، قتل عشرة مدنيين أتراك، بعد أن هاجم الاحتلال سفن أسطول الحرية الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، من أجل كسر الحصار المفروض عليها من قبل سلطات الاحتلال.
وعلى إثر ذلك وقعت أزمة دبلوماسية بين تركيا والكيان الصهيوني، ثم عقدت اتفاقية مصالحة بينهما في عام 2016 وعاد سفيريهما، إلا أنها انهارت بعد عامين عندما استدعت أنقرة سفيرها احتجاجاً على قمع الاحتلال لمظاهرات فلسطينية.
وفي أعقاب أزمة 2010، دشن الكيان الصهيوني تحالف استراتيجي مع اليونان وقبرص، واللتين لديهما علاقات متوترة مع تركيا عموما وأردوغان على وجه الخصوص.
وشكل التحالف بينهم جزءاً من “منتدى غاز الشرق الأوسط” الذي جرى تأسيسه في 2019، كما ضُمت له مصر والأردن والأراضي الفلسطينية، لكنه لا يضم تركيا.
وفي عام 2020 وقع التحالف الثلاثي اتفاقاً لإطلاق خط أنابيب إيست ميد، لنقل الغاز من شرق البحر المتوسط إلى القارة الأوروبية، الأمر الذي أثار قلق الرئيس التركي.
ودفعت الأزمة الاقتصادية في تركيا، والخلاف بينها وبين واشنطن بعد وصول الرئيس جو بايدن، فضلا عن زخم التطبيع بين دول الخليج العربي والكيان الصهيوني، إلى سعي أنقرة لعودة علاقتها مع الكيان.